“...يأتي مفهوم الإختلاف في الفقه حسب الثنائيات الفكرية التالية :١- أنا - أنا .. ثنائية الاتباع والتقليد.٢- أنا - أنت .. الوسطية.٣- أنا - هو .. اللاوسطية ...في الأولى : ينظر الواحد الى الآخر معتبراً الذات الأخرى صيغة للذات القائلة تتماهى معها وتنساق مع قولها، وهذه حالة سيصف الطرفان كل لصاحبه بأنه من أهل الحق والثبات، ولاتوجد ضمائر نحوية..في الثانية: سيأتي حوار يقوم على متكلم ومخاطب حيث يعي كل واحد من الطرفين الطرف الآخر وهما معاً وجودان كاملان وسيمضي القول بينهما حسب نظرية الإتصال اللغوي بين مرسل ومرسل إليه ورسالة، وفي الوسط ستكون المرجعية الذهنية التي يصنعها السياق وتتضمن شفرات القول وتقوم على وسيلة اتصال صحيحة عمليا وعقليا. وهنا تتمثل -الوسطية - ..في الثالثة: تكون الـ ( أنا ) مقابل الـ ( هو ) ، حيث يجري تغييب الآخر عمداً وقصداً !! .. وتحويله الى كائن هلامي ، ويجري تشخيص صفاته حسب شروط الذات بما أنها هي الحضور المطلق، وســيـكون القول هنا .. حُكمـاً وليس رأياً !! . في هذه الحالة يصبح الآخر في ضمير الغائب وسينقطع الإتصال قي هذه الحالة بسبب تغييب المرسل إليه وحسم مصيره مع الخطاب ومنعه من الإستقبال التفاعلي.”
“تكتسب الأفكار قوة إضافية كلما تعاقب عليها الزمن من جهة وتواتر القول بها من جهة ثانية، وهذا يعطيها حصانة رمزية تبلغ حد التقديس بسبب رسوخها الذهني، يحدث هذا في السياسة وفي الثقافة وفي مقامات الناس، مثلما يحدث في الرؤية الدينية وفي الفتوى التي ستتحول من كونها رأيا لشخص مفرد، ثم بمفعولية النسقية الثقافية ببعدها الزمني والتواتري تصبح عقيدة يتخوف كل من يفكر بمخالفتها”
“أنني أميل إلى القول إن وعي الذات لا يأخذ بعده الإنساني والفكري، العميق و الخلاق، إلا بقدر ما يختبر في وعي الآخر. الأنا سفر متواصل نحو نفسها، عِبرَ الآخر. الأنا، بعبارة ثانية، لا تصير ذاتها إلا بقدر ما تصير الآخر. وضمن هذا الحد، يمكن القول، وفقا للعبارة الصوفية: أنا لا أنا.”
“الثقاقة حولت ماهو معاشي وضروري وقسري الى معنى ثقافي تمنحه رفعة ومجداً وتؤسس عليه سلطة كلية , وكذلك الحال في القصص التى تحدث واقعيا ثم تتحول إلى معنى ثقافي وتكتسب رمزية مفترضة تعطي تفضيلاً لم يكن في الأصل , ومع نشوء القوة والهيمنة في مرحلة من المراحل يجري إكساب الذات المنتصرة قيماً إضافية تلازم سمات القوة والمجد”
“كل ما ترجمت البشرية واقع حياتها في القصص وحكايات وأمثال وأشعار فإنها بهذا تحول وقائع حياتها إلى منظومة مفاهيمية مصطلحية حيث تقوم الحكايات بدور المخزن الذهني الذي يرسم سيرة كل ما يأتي من بعده”
“تبعدون كل من يختلف في التفكير عنكم وتجردونه حتى من انتمائه الوطني.. هذه طبيعة كل إنسان يمارس العنصرية وإقصاء الآخر، تريد أن تجردني من انتمائي الوطني، لأنني فقط أتبنى آراء لا تعجبكم!؟”
“أشعر بأني موشك على انكسار قريب و سأنزلق قريباً في الشفقة علي الذات. سأكون فيها أنا الكسير وأنا الذي يربت كتف نفسه. مرت بي هذه الحالة الملعونة آلاف المرات وفي كل مرة أدلف إليها من باب مختلف”