“ما الحجة الكبرى التي تتذرع بها إسرائيل للبقاء، والتي تكتسب بها القوة الراجحة للرأي العالمي إلى الآن؟ليست هذه الحجة أن أجداد اليهود كانوا يسكنون هذه الأرض من آلاف السنين، وأن لهم إذن الحق القانوني في العودة إلى وطنهم الأصلي بعدما ألحق بهم من التشتت في أركان الأرض. فتلك حجة لم يعد مفكر جاد يحفل بها، ولم تعد تثير سوى السخرية، وإسرائيل نفسها لم تعد تكثر من استعمالها، لما فيها -بصرف النظر عن مغالطاتها وأخطائها التاريخية- من الخطأ الواضح، فإنها لو طبقت في مختلف أقطار الدنيا لأدت إلى انقلاب سكاني عظيم في الكثير منها، وإلى طرد سكان قد رسخوا في البلد منذ قرون ليحل محلهم أناس قد انقطعت صلتهم الفعلية به من زمان بعيد.أما حجتها التي تلح في تكرارها، فهي أنها القبس الوحيد من نور القرن العشرين في خضم ما يحيط بها من ظلمات قرون التخلف والانحطاط. أنها الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمثل قوى التطور والتقدم والعصرية، بينما حولها تسود الجهالة والرجعية والتأخر وتخنق بقبضتها أنفاس الآدميين.”
“والحق أن المتأمل في الحالة الراهنة للأمة الإسلامية يجدها عظيمة الشر. فهي من الجانب العملي قد اضطرتها الأحوال المتغيرة إلى أخذ قوانينها الأجنبية في شتى شؤونها المدنية والتجارية والجنائية، ولم تحاول في تقنين هذه القوانين أن تستمدها من المصادر الفقهية الإسلامية. بل إنها اضطرت إلى الخروج على كثير من الأحكام وتقييد عدد من الإباحات التي وضعتها مصادر التشريع السابقة. لكنها من الجانب النظري لا تزال تعتقد بلزوم تلك الأحكام والإباحات، لأن مفكريها لم يجرءوا بعد على المواجهة الجذرية التي شرحناها. فهي تحقد على الظروف الجديدة التي اضطرتها إلى وقف التشريعات القديمة وتحلم بالعودة إليها وإلى الأوضاع الماضية التي كانت تطبقها. وهي في معظم أقطارها- ما عدا أشدها اختلافا -لا توقع حد السرقة مثلاً، ولا تستبقي حق الاسترقاق. وفي بعض أقطارها قد قيدت حق الملكية، وفي بعضها قيدت حق الطلاق، وفي بعضها قيدت حق تعدد الزوجات أو ألغته إلغاء تاماً، لكنها في كل هذه الأقطار المختلفة لم تقتنع بعد بأن ما فعلته لا ينافي الدين، فهي معذبة حانقة، متناقضة متفسخة، يخالف واقعها مثالها ويعارض سلوكها عقيدتها، وما أشنعها من حالة تعيشها أمة من الأمم!”
“هذه الأرض التي ما وعد الله بها من خرجوا من صلبهاوانغرسوا في تربهاوانطرحوا في حبها مستشهدينفادخلوها بسلام آمنينادخلوها بسلام آمنين”
“لأصل للفن أنه وجدان مفتوح على الكون، إنه قلب اتسعت أقطاره لترى ما في الدنيا مما صنع الله فيها من جمال."من الممكن أن تتحول الفنون إلى عوامل بناء لا إلى عوامل هدم، وأنا أرفض أن يجيء إنسان فيفرض انسحابه من هذه الدنيا على الناس، ويقول لهم: اتركوا هذه الفنون، لا، لا أتركها "وهناك أناس اتصلوا بالدين من جانب ضيق فيه، وأحبوا ويحبون أن يكون الدين كآبة، ويحبون أن تكون نظرتهم له نظرة فيها ضراء وبأساء، وهذا مرفوض، فإن الله (سبحانه وتعالى) لما شرح لنا علاقة الخلق به لم يشرحها على هذا النحو، بل قال: "قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون" (الأعراف: 32)، أي هي لهم في الدنيا يشاركهم فيها غيرهم من الكفار، ولكنها تخلص لهم وحدهم يوم القيامة، وبين أن الذي حرمه معروف "قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق، وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا، وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون" (الأعراف: 33).من غير شك، الفنون ينبغي أن يكون لها مجال في حياتنا، وألفت النظر إلى أن الإباحة هي الأصل في الكون "هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا" (البقرة: 29). أنا أرى أنه من الممكن أن تتحول الفنون إلى عوامل بناء لا إلى عوامل هدم، وأنا أرفض أن يجيء إنسان فيفرض انسحابه من هذه الدنيا على الناس، ويقول لهم: اتركوا هذه الفنون، لا، لا أتركها، أنا أحولها إلى ما يخدم مبادئي وأهدافي.”
“ليس في الدنيا أجمل من "كويسة" التي تجيب بها عن سؤالي : إزيك.”
“رفض الحجة التي تقول إن اعترافنا بأخطائنا ونقائصنا يسر الأعداء؛ إذ يتمكنون من استغلاله في مصلحتهم. وكان رده المفحم أن الأعداء يعلمون تلك الأخطاء والنقائص، فإن لم نتحدث عنها فإننا لا نخفيها عن الأعداء بل نحاول إخفاءها عن أنفسنا.”
“إن الهزائم التى ُمنى الإسلام بها فى ميدان الثقافة والتعليم أنكى من الهزائم التى مُنى بها في ميدان السياسة والحرب. بل قد تكون هذه راجعة إلى تلك.”