“الحرية كما يفهمها محمد أنه إذا اجتمع الشعب كله على رأي واحد، وخالفه فرد واحد، فإن واجب الشعب أن يحمي حرية هذا الفرد الواحد بنفس الحماس الذي يحمي به الشعب كله.”
“أنا لم أفقد الثقة فى هذا الشعب، هذا الشعب عجيب، يحنى رأسه و هو يلعن ظالميه، يحسب الظالمون انه استسلم ، و إنما هو يستعد للإنقضاض ، و مع ذلك فإن الإرهاب قادر على أن يسحق الحقيقة ، و يدفنها فى التراب و لكنى مؤمن بأن الحقيقة لابد فى يوم من الايام ان تخرج رأسها من الترابالحقيقة تدفن و لا تموت”
“الحاكم عندما يضع رقابة على البريد و يفتح خطابات الناس، عندما يسلط رقابة على التليفونات و يتسمع أحاديثهم الشخصية، عندما يسلط بوليسه السري عليهم، يحصى أنفاسهم، ويتتبع خطواتهم، إنما هو يقوم بعملية تعرية كاملة لكل فرد من هذا الشعب. لماذا لا يثور الناس على كل هذا الهوان ؟”
“انظر ..أترى ثمة شعباً مستعبداً يجتمع كما تتراكم الأنقاض، و يتفرق كما تتبدد، و ليس منه فى الاجتماع و التفرق إلا صورتان للخراب كالبومة فى التشاؤم؟ إنك لتنتظر الشعب الذى يحلم و هو مستيقظ؛ ألا تراه يعمل على السخرة و يطيع بالإرادة أو بالوهم الذى صار له كالإرادة، و يشك فى أنه يخاف من المستبد أو يخاف من أن يشك فيه، و يرجو على قوّته ما يرجوه الأجير أن يملك يده ساعة ليتناول بها لقيمات يُقمن صلبه و أن ينتهى عمل يومه ليوقن أنه إنسان كالناس له يد يملكها؟ هذا دأب الاستبداد و دأب الشعب الضعيف الذى ابتلى بالنقص عن مكافأة المستبد به و مساواته؛ و كثيراً ما لا يكون هذا النقص فيه إلا بمقدار درهم واحد من الفضة التى نزلت عن مقدار الذهب. و لكن أين هذا الدرهم المتمم؟ درهم واحد من الشعب يكون الشعب كله و يجعله مالكاً بعد أن كان مملوكاً، و حاكماً بعدأن كان محكوماً، و يخرجه فى التاريخ من رتبة ألى رتبة.”
“لأن الحياة لاتتوقف أبداً .. إنما تتجدد دائماً , كل شيء فيها يتغير ويتبدلالبشر يولدون ويموتون ..الأبنية تشيد وتنهار .. الزهور تتفتح وتتبدل الدول تقوم وتسقط .. كل شيء يتغير .. كل شيء يتبدل إلا معاني بعض الكلمات ..الحرية تبقى دائماً حرية الطغيان يبقى دائماً طغيان العدل يبقى دائماً عدلاًالظلم يبقى دائما ظلماً.ويجيء العادلون والطغاة ويذهبون , ويظهر أنصار الحرية وأعوان الإستبدادويختفون , وتشرق شمس الديمقراطية وتغيب , ويجثم ظلام حكم الفرد ثم يطل نهار حكم الأمة, ويعلق الأحرار في المشانق ويجلس الظالمون في مقاعد السلطان كل شيء يتغير , يولد ويموت , يكبر ثم يتضاءل .ولكن الشعب دائماً لايموت !”
“انظر إلى الناس , اتفحص وجوههم , ما هذه اللامبالاة .. ترى كم واحداً منهم يعرف ماذا جرى ويجري في السجن الصحراوي ؟ .. ترى كم واحداً منهم يهتم ؟ أهذا هو الشعب الذي يتكلم عنه السياسيون كثيراً ؟ .. يتغنون به .. يمجدونه .. يؤلهونه ! ... ولكن هل من المعقول أن هذا الشعب العظيم لا يعرف ماذا يجري في بلده ؟! إذا لم يكن يعرف فتلك مصيبة , و إذا كان يعرف ولم يفعل شيئاً لتغيير ذلك فالمصيبة أعظم , استنتجت أن هذا الشعب إما أن يكون مخدراً .. أو أبلهَ ! ... شعب من البلهاء”
“أستعرض صحفنا فأجد فيها نقصا يذهلني . صحفنا لاينقصها الكتابات ولكن تنقصها الشجاعةأقلامنا لاتنقصها العبقرية ولكن تنقصها الحرية . عندما تختفي الحرية يختفي معها الحماس في الخلق والابتكار والتجديد . تصبح الصحف صوراً متشابهة بأسماء مختلفة يتحول الكتاب إلى حملة قماقم في جنازة الحرية . الحكومة تعرف أخبار الصحف , والصحف لاتعرف أخبار الحكومة . الدولة هي التي تراقب الصحفيين بعد أن كانت مهمة الصحفي مراقبة الدولة . أجد أهمالاً غريبا في التوضيبوفي طريقة الاخبار . ابراز الاخبار التي تهم الحاكم وإخفاء الأخبار التي تهم المحكوم .مهمة الصحف أن تصفق للوزراء وتزغرد للحكام وان تتشقلب أمام رئيس الدولة !إختفى النقد وأختفى الرأي وأصبحت الحرية هي حرية المدح والثناء والإعجاب”