“لم يفطن العربي المعاصر إلى أن العلم والمعرفة هما الحد الفاصل بين المتبوع والتابع ... الآمر والمطيع ... الصانع والمستهلك، ولو تتبعنا المقارنات الإحصائية الصادرة عن المؤسسات والمراكز البحثية المعاصرة بيننا وبين الآخر، وبصفة خاصة اليهود، لوجدنا أنفسنا أمام أرقام تكشف عن حقائق مخيفة ترسم معالم المستقبل الذي ينتظرنا، وهي أرقام لا تستحي أن تُعلن عن نفسها بعد أن افتقدت عقولنا لقيمة الحياء من غفوتها، وتورات حُمرة خجلها خلف أسوار تخلفها؟.”

د. صلاح عثمان

Explore This Quote Further

Quote by د. صلاح عثمان: “لم يفطن العربي المعاصر إلى أن العلم والمعرفة هما… - Image 1

Similar quotes

“نعم، ألمت الغفوة بالعربي المعاصر، وأضناه التيه بعد حضارة دامت قرونًا، كان خلالها ملء السمع والبصر؛ عاد إلى جاهليته الأولى بعد أن أخرجه الإسلام من الظلمات إلى النور؛ عبد السلطة والمال وملذات الحياة فتخلف به ركب الحضارة، وأفلتت الريادة من بين يديه؛ قفز الآخرون من فوق أكتافه، فاكتفى بالانزواء في ركنٍ بعيد منسيٍ من أركان الحضارة، لا يملك إلا اجترار الماضي المزهر لأسلافه، وأسلافه – إن بُعثوا – منه بُرءاء! ... تقرع آذانه أرقام الحقائق، وهو في سُباته القاتل غافل ومنعم بدفء الفساد!”


“جميعنا كأفرادٍ على خط الزمان سواء، لكن منا المتقدم ومنا المتأخر، منا المُحسن ومنا المسيء، ينتظرنا جميعًا مصيرٌ واحد، ولقاءٌ واحد، نُسأل فيه عما قدمنا، فمنا الفائز ومنا الخاسر ... جميعنا أيضًا كشعوب وأوطان وحضارات على خط الزمان سواء، لكن منا المتقدم ومنا المتأخر، منا من حرث وزرع، وهو الآن يحصد أو يستبشر بحصاده، ومنا من استلقى على ظهره مستسلمًا لخموله العقلي والمادي، منتظرًا أن يأكل من حصاد الآخرين، أو بالأحرى من فتات موائدهم، فإما أعطوه وإما منعوه. فأين ومتى وكيف أنت يا وطني في تلك اللحظة الهاربة من حاضرك؟ زرعت في صدر الإسلام وحصدت، بل وأكل من حصادك الآخرون، لكنك رُحت بعد ذلك – وإلى الآن – في سُباتٍ عميق، تنتظر حصادهم في خشوع ذليل ... افترشت أرضًا تبكي حضارتها وريادتها وقدسيتها، واكتفيت بحضارة الأسلاف كغطاءٍ بات لا يُجدي نفعًا ... يخطو من فوقك الأخرون من كل حدبٍ وصوب ... يدهسونك بأحذية حضارتهم الثقيلة ... يتأهبون لإعلان وفاتك، إن لم يكونوا قد أعلنوها حقًا فيما بينهم! ... ألا توقظك تقلصات وأوجاع الأحشاء بداخلك؟ ألا توقظك الكدمات الدامية التي نقشوها فوق جسدك العليل؟ ألا توقظك صرخات قلب ينبض عل استحياءٍ بصدرك؟ ألا توقظك دقات ساعة مكة وقد باتت أكبر ساعة في العالم، وهي تعلو بآذانها في أشرف بقاعك؟ ألم يأن لك يا وطني أن تصحو من غيبوبتك الطويلة، تنفض غبار الجهالة والتخلف لتعلو هامتك؟ (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ).”


“الوطن العربي لا يعرف ذاته. وفي أحوال كثيرة لا نعرف أنفسنا إلا عن طريق الآخر. وفي رأيي أن أكبر حاجز بين العرب هو خيال بعضهم عن بعض. نحن جميعاً ضحايا المتخيل العربي عن ذواتنا. وكلما التقينا لابد أن نبدأ من الصفر.”


“إن الأشياء التي تفرق اليهود لا تختلف في تنوعها وكثرتها عن الأشياء التي تفرق العرب,,إلا أن اليهود تعلموا من الحريق النازي الهائل أن بقاءهم على قيد الحياة رهن بقدرتهم على إنشاء تنظيم فعال يتمحور حول إسرائيل,, كل ما أتمناه ألا يحتاج العرب فاجعة مماثلة قبل أن يستوعبوا أنه لا حياة بدون تنظيم.”


“لم أتعوّد..أن أُفصِح عن مشاعري لأحد..أو أبوح بها لأي مخلوق..كائناً من كان!.حتى لأقرب الناس لي!لأنني أشعر أنها ملكي..خاصة بي وحدي..لم أكن أشعر..أن هناك من يستحقها..أو حتى له الحق..في أن يقترب منها..من قريب أو بعيد!”


“من لم ينشأ على أن يحب لغة قومه، استخف بتراث أمته، و استهان بخصائص قوميته. و من لم يبذل الجهد في بلوغ درجة الإتقان في أمر من الأمور الجوهرية، اتسمت حياته بتبلد الشعور و انحلال الشخصية، و القعود عن العمل، و أصبح ديدنه التهاون و السطحية في سائر أموره.”