“إن الغريب أكثر إخلاصاً من الصديق القريب ، لأنه يبتعد قبل أن يتعرض إخلاصه للذبول.. والراحة الكبرى هي أن تلقي بقصتك في أسماع غريب ، فكأنك بذلك تلقين بها في البحر ، فبعده عنك يطمئنك بأنه لن يستغل هذه القصة يوماً فيما يؤذيك..”
“إن الذين يبحثون عن الراحة في مكان هادئ مخطئون، الهدوء لا يريح ، بالعكس .. إنه أكثر إرهاقاً للأعصاب وللعقل من الضجيج .. فالراحة الحقيقية هي أن ترتاح من نفسك ،، أن تجد ما يشغلك عنها.”
“هل الحرية في هذا الفراغ الكبير؟ هل الحرية هي هذه الساعات المشردة الممزقة التي تمر في حياة الإنسان دون أن تحسب من عمره؟”
“إن هذه الوجوه الأفريقية أشبه بالليل، لا تستطيع أن ترى ما فيه من جمال إلا بعد أن تتعود عيناك على النظر فيه، وعندما تستطيع أن ترى في الليل .. تكتشف مافيه من جمال.”
“إنه نفس الشعور الذي تحس به عندما تبحلق في مياه البحر فتحس أنك تريد أن تلقي نفسك فيها .. ونفس الشعور الذي يجذبك عندما تمد بصرك إلى أفق الصحراء فتحس أنك تريد أن تتوغل فيها حتى تصل إلى الأفق .. إن للأرض قوة جاذبية نفسية، لا تقل عن قوة جاذبيتها المادية..”
“لم يشعر أبداً بالفقر إلا اليوم.. إلا هذه الساعة.. عندما عرف أن أحلامه التي عذبته وأضنته وأنهكت قواه ، يستطيع غيره أن يحققها لأنه يستطيع أن يدفع ثمنها..”
“وعلى عكس ما تعتقد فإني منذ وعيت وأنا أهوى تتبع الحياة السياسية والإجتماعية، إلى أن أكتشفت أن الحياة كلها أصبح يسيطر عليها اللصوصية..سرقات..إختلاسات..رشاوى..تهريب..عمولات..مجاملات..بلاوي..وأكتشفت أن كل هذا أصبح كأنه سنة الحياة..كأنه مبادئ وطنية..أصبح النجاح يقدر بقيمة ما في جيبك ولا يهم كيف حصلت عليه..والذكاء هو أن تصبح غنيا وتملك سيارة دون أن يحاسبك أحد كيف أصبحت غنيا وكيف أمتلكت سيارة..والفقير..أو الرجل العادي لا يعيش فقيرا أو عاديا لأنه أمين شريف، ولكن لأنه فاشل غبي..والقانون.. إنه أصبح كالبيوت الشعبية أو بيوت الفلاحين لا يقيم تحت سقفه إلا الغلابة الضعفاء. بل أن القانون أصبح كسلاح إرهاب، لا يطبق على أحد من المسئولين إلا إذا رأت السلطة تطبيقه عليه.. إذا تحديت السلطة أو أغضبتها طبق عليك القانون، وإذا كانت السلطة راضية عنك أعفتك من القانون.”