“فلسفة العلم من دون تاريخه خواء ، وتاريخ العلم من دون فلسفته عماء_ إمري لاكاتوش”
“كان كلود برنار من الشخصيات النبيلة حقا في مسار العلم وفلسفته على السواء . تخرج في كلية الطب ، وتنازل تماما منذ بدء حياته العملية عن الممارسة الإكلينيكية والعمل في العيادات ، مضحيا بفرص الكسب المالي لكي يتفرغ تماما للبحث العلمي في الفيسولوجيا . تكرس له طوال حياته ، حتى بعد أن وهنت صحته وغزاه المرض كان يحمل إلى قلب معلمه . علّم البشرية كيف يكون التفاني بين جدرانه كما يتبتل العابد الصوفي في محرابه . لم يكن يتوقف إلا إذا قهره الإرهاق . وذات مرة طلب فنجانا من الشاي ليقاوم الإرهاق ويجدد نشاطه ، وبهدوء وضعه الخادم الذي تعلم ألا يقطع تركيزه ، امتدت يد برنار إلى الفنجان ، لكنه سحب كأسا به عينه من بول أرنب جيء بها من أجل التجارب على فيسولوجيا الجهاز الهضمي . الوعي كله مكرس للتجربة العلمية ، وبلا وعي أخذ برنارد رشفة من بول الأرانب ! ربما انتفض الإنسان العادي اشمئزازا وتقززا إن حدث هذا ، لكن العالم المتبتل برنارد انتبه فجأة على خبرة تجريبية لا تعوض ، فلم يهدرها . ولاحظ المذاق السكري لبول الأرنب التي لم تتناول طعاما منذ فترة . طرح برنارد السؤال : من أين جاء المذاق السكري ؟ وللإجابة عنه دخل في سلسلة أبحاث معملية طويلة انتهت إلى اكتشاف وظيفة البنكرياس ومرض البول السكري الذي يعاني منه الكثيرون .”
“الفلسفة ليست احترافا أو تخصصا ، إنها انشغال ومعاناة”
“كانت الفلسفة قديما الأم الرؤوم التي تطوي جناحيها على سائر العلوم”
“الهدف الدائم للعلم التجريبي هو الصدق وليس اليقين ، فليس هناك علم تجريبي يقيني ولن يكون”
“اكتشاف كذب نظرية يعني اكتشاف صدق نقيضها ، وإن كان نفي النظرية التفسيرية ليس بدوره نظرية تفسيرية”
“و من قال إن الطالب يستطيع أن يصل بالبحث إلي غايته؟ نحن نعيش العمر كله طلاب علم, كادحين إلي ما نستشرف له في كل خطوة من جديد الآفاق و الغايات. و ما من بحث يمكن أن يقول الكلمة الأخيرة في موضوعه. و جهد طالب العلم لا يقاس بمدي ما قطع من أشواط, و إنما يقاس بسلامة اتجاهه , و لو لم يقطع سوي خطوة واحدة علي الطريق الطويل الممتد إلي غير نهاية و لا مدي.”