“تبا للإنسان فما أعق عمله وأقبح صنعه ! يهوي بالملايين من العمال إلى أسفل طبقات الأرض ، فيخربون باطنها ، ليستخرجوا منه ما يخربون به ظاهرها ، تعسا له ! ويزعم أنه يعمل لسعادة الحياة وراحة العيش ، وهو يقضي عمره في الشقاء والبلاء حتى يأتيه حمامه ، فيخرج من الدنيا باكيا كما دخلها باكيا ، بعد أن قضى فيها لحظة العمر على حال تفضلها حالة الحيوانات ، والحشرات وهو بزعمه أفضل المخلوقات !”
“الفرق بين الإنسان والحيوان لا ينحصر في الخلقة ، ففي الخلقة ما يشبهه ، ولا في النطق ، ففي الحيوان ما ينطق ، ولا في الذكاء ، ففي هوام الأرض ما يفوقه ذكاءا ، وإنما المزية التي تميزه عن سائر الحيوانات والخصلة التي يفضلها بها ، هي إدراك حقيقة الوجود بالإمعان والمشاهدة ، وطول الفكر والنظر في خلق السماوات والأرض ؛ للإهتداء إلى معرفة خالقها وعبادة صانعها ، قال جل وعز في محكم بيانه " أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21). هذه هي اللذه الروحانية التي أسعد الله بها الإنسان دون سائر المخلوقات ، وهي أشرف اللذات وأصفاها ، وأفضلها وأبقاها وما يتقرب العبد إلى الله زلفى في عبادته بأجل من النظر والتفكير في حسن صنعه ، وكمال خلقه . قال وهو أحكم القائلين : " إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.. الآيات))(190) سورة آل عمران.”
“لا يتفق لنا الجمع بين المحافظة على البقاء في المنصب ، وبين الإستقلال في الرأي الذي تقتضيه مصلحة الوطن ، ومن أراد أن يخدم وطنه ، فليتخلص من قيود الحكومة ، ويخدمه وهو مطلق اليدين واسع التصرف”
“والمخير بين أن يستغني عن الدنيا وبين أن يستغني بالدنيا ،كالمخير بين أن يكون مالكا أو مملوكامن سره ألا يرى ما يسوءه .. فلا يتخذ شيئا يخاف له فقدا”
“من ضاقت عليه نفسه كان العالم عليه أضيق ، ومن ثقلت عليه أخلاقه فالخليقة عليه أثقل”
“مثل المصري في أخذه بالمدنية الغربية ، كمثل المنخل يحفظ الغث التافه ويفرط في الثمين النافع”
“هناك لحظات يلهج فيها الانسان لله لأجل أن تعود الحياة عادية, لا المرضى مرضوا, ولا الغائبون غابوا, ولا المشاعر تغيرت ولا الاواصر انقطعت ولا ألاماكن تبدلت. الحياة كما تعودناها حتى بسخفها وسخمها أحيانا ما تكون أفضل من حياة جديدة , ومن الم}كد أنها افضل من حياة جديدة لم نعتدها !”