“لا علاقة للطائفة بالمذهب أو الدين ,فالتعصّب للدين هو تعصّب لعقيدة أو لنصّ أو هو تعصّب لله .... و التعصّب لطوائف هو تعصّب لبشر منهم المؤمن و منهم غير المؤمن , منهم الخيرو منهم الشرير , منهم الوطني ومنهم العميل و هكذا , و التعصّب لجماعة بشريّة بحكم الولادة بهذا المعنى هو نوع من الجاهليّة في نظر الإسلام , الطائفية نظام سياسي اجتماعي و ليس دينا أو تديّنا...فكثير من الطائفين غير متديّنين”
“لا تتطابق الأكثريّة و الأقلّيّة في الدولة الديمقراطيّة مع الأكثريّة و الأقلّيّة الإثنيّة,بل تبقى أكثريّة و أقلّيّة رأي و موقف و مصلحة و برنامج في إطار تنافس على إدارة و تمثيل المجتمع ككلّ,و ليس في إطار تنافس على تمثيل طائفة أو عشيرة. و لا مجال للحديث عن تسامح "نحن" مع "هم" في هذه الحالة,كأن جزءا من المواطنين يملك الدولة بسبب هويته الدينيّة أو العشائريّة أو حتى القوميّة....و كأنّ الآخرين هم مجرّد رعايا أو ضيوف”
“مصيبة أن يستنتج ديمقراطيون عرب من التجربة العراقية ضرورة اتباع النظام التوافقي لأن هذه التجربة أثبتت قي رأيهم أن ولاء العربي هو أولا للجماعة العضوية المباشرة ولأنه في أي انتخابات ديمقراطية سوف يقرر أن يصوت بموجب الانتماء وجماعة الهوية هذا طبعا لا يؤسس لنظام سياسي حزبي نسبي كما أنه يحول الأكثرية إلى أكثرية طائفية أو مذهبية أو عشائرية أو إلى تحالف جماعات يحرم جماعات أخرى إلى الأبد من المشاركة في الحكم فيحولها في الواقع أو في تصورها للواقع أو في كليهما إلى أقليات مضطهدة”
“كلّ شيء , كلّ ظاهرة , كلّ حركة , كلّ خطوة يحكم عليها بمعيار صالح هذه الطائفة أو تلك , كلّ ظلم يُرجع إلى الانتماء إلى طائفة بعينها و يُفسّر به , و إذا دخلت هذه الجرثومة فإنّها تخترق لغة التخاطب بين الناس , بل لغة مخاطبة الواقع ذاته بحيث لا يُفهم الواقع دون استخدام هذه اللغة .......... و في حالة السياسات الطائفيّة , غالبا ما لا يكون القياديّ في قرارة نفسه طائفيّا , فهو يدرك أن الطائفيّة هي مجرّد أداة يستخدمها دون أن يقتنع بها , إنّه أقلّ تعصّبا و أكثر براغماتيّة في السياسة إلّا لغرض”
“فعلى الرغم من الفوارق الكبيرة طبعا يمارس العلمانيّون و المتديّنون في الفضاء الحضاري التاريخي نفسه و الموروث نفسه عندما يستبدّون”
“امتد الحاجز وهيمن على كل شئ . الحاجز فى قلوبهم , والحاجز فى عيونهم . الحاجز يفصلهم ويقسمهم على جنباته , والحاجز يجمعهم أمامه. الحاجز يستفز أسوأ ما في صراع البقاء وفيهم , كما يحصل للناس المتصارعين للنجاة بأنفسهم فى قارب لا يتسع لهم جميعاً. الحاجز يستدعى أنبل ما فيهم . الحاجز هو الفوضى , وهو النظام .إنه الكتلة البشرية المغبرة المتصارعة المتشابكة المتلاحمة مع كتل الإسمنت فى محاولة النفاذ , كل بجدله .وهو الصف الطويل الذي يقدم فيه المريض على غير المريض .الحاجز هو المظاهرة والتحدي وانفجار الغضب والكبرياء دفعة واحدة , بفعل فظاظة الجندي , أو بفعل حرارة الشمس ؟لا أحد يعلم , فالغرباء الأجانب عموما لا يقفون على الحاجز . الحاجز هو الهتاف , وهو التمتمة . هو اللعنة , وهو الاستعاذة بالله منها”
“يضرِب زلزالُ الرعب قلوبنا إذا مَسَّهم الضر أو دنا منهم قاب قوسين أو أدنى ..كيف لا و نحن لا نخشى إلا على من نُحب ..|~ -”