“أمشي غير مكترثٍ بوقع أقدامك الراجعةفمنذُ ذاك الغيابويداي مدفونتان في جيبيّوما من أحدٍ كي أراضيه”
“عاهدت نفسي أن لن أطلب من أحدٍ أن يتوقف قليلاً في صدري , فكل الذين مرّوا به .. ماتوا سراعاً”
“الشاعر لا يملك في الأرض إلا مايملكه الطير من السماء ، ومالذي يملكه الطير من السماء غير جناحيه . أنت لا تعرف شيئًا . لا تعرف أنه إذا أصيب طائر في جناحيه فإن أول ما تنساه الرياح والأغصان والشبابيك . ولن يحيط به غير قطط الشوارع والغربان . إذا أصيب الشاعر في صِدقه فإن أول ماينصرف عنه الليل ولن يهتم له شيء غير الباعة والكذابين . . آآخ ، يتخيل الشاعر ، لكنه لا يكذب”
“أحتاج لأشياء، لا أفهم سرّ احتياجي لها؛ أحتاج لوناً شديد الزرقة، أحتاج مكاناً أو طريقاً كنتُ أمشي عليها كل يوم، وأحتاج لتفاصيل في لبسي في غرفتي وفي القصاصات-الأشياء التي أضعها في محفظة جيبي. حاجاتي لا تستطيع القفز فوق ذاكرتي.”
“ أكتبُ هذه الوحشة..لأنني حزينٌ بالضرورة،و أكتب،لأنني يتيمٌ ومُنهكٌ جداً،و أكتب،لأنني موقدٌ ضاجٌ بيقينٍ هائجٍ وسرمدي، والأيام غابة..أكتب لأنني جئت كي أكتب، هذا هو مصيري، وأنا متواطئٌ معه..الكلماتُ أمي التي تتعهد أظافري في يقظتي، ولحافي في نومي..أكتب،لأنني ضال ومرتاع، وما عدت أصدقّ الجهاتأكتب.. وما معي من عدّة سوى أن قلبي مغلوب، لكنه عنيد ومكابر، ونفسي مخدوشة لكنها تتعالى..طقوسي كلها تمرينٌ على المشي بلا عينين، كمجهولين عبروا طريقاً واحداً في الليلِ ألف مرّة، حتى ماعاد البصر يعني لهم شيئاً!أكتب..لأنني ابنٌ شارد،وأخٌ منزوي،وأبٌ ضعيف،وصديقٌ مُختفٍ وهجور... ”
“أن تكون لك ذاكرة لا ينمحي منها شيء ، هذا النوع من الذاكرة يشبه أن تكون معاقا ، قد تنسى أحيانا أنك عشت حياتك أقل من الآخرين لكنك أبدا لا تستطيع نسيان آخر نظرة رماها أحدهم على يديك أو على رجليك ، وتشعر أنك تتألم من هذه النظرة في لحظة أكثر من ألم إعاقتك في حياتك كلها”
“الذين نحبهم وهم في الغياب، لا يذهبون، كأنما لا تختفي سوى أجسادهم، وكأنهم بطرق خفية ومجهولة يأتون من الغيب، ويعيدون نسج ملامحهم، وأصواتهم وكلماتهم ... فنراهم حيناً في وجه لا نعرفه، أو نراهم حيناً في مكان كانوا يجلسون فيه، أو نسمع أصواتهم في عبارة قيلت صدفةً، وهم كانوا يرددونها، وكأننا، نحن من بقينا للفقد والانتظار، نشعر بمثل اليقين أن أولئك الموتى لم يغادرونا بعد، وأنهم ما زالوا بيننا!”