“اذا كانت مصر هي العدو في كل ما ترسب من التراث اليهودي , فمعني ذلك انها العدو بالفعل , لانه ليس في مقدور الحاضر مهما فعل ان يمحور الموروث او يحوله لسحابات دخان , ولو ان ذلك حدث بمعجزة خارج الخيال , فإن الدعاوي الصهيونية كلها يمكن ان تتحول الي وهم لا علاقة له بالحاضر او بالمستقبل .”
“العرب اعتراهم وهم العدد فتصوروا انهم أقوي من اليهود في فلسطين , فهم وقتهاأكثرمن أربعين مليون عربي في مواجهة أقل من نصف مليون يهودي . وبالتالي سري اتكال علي ان حشد الناس إذا كانت فيه الزيادة تحققت له الغلبة . ولم يكن ذلك صحيحا بحساب الاعداد , إذا كان لابد ان تستفيم قواعد الحساب . ففي حين وضع العرب علي كل جبهاتهم ما يصل الي 37 ألف جندي , فإن الوكالة اليهودية في فلسطين تكنت من حشد 81 ألف مقاتل . وكان معظم ظباط الجيش الاسرائيلي ممن سبقت لهم الخدمة في جيوش الحلفاء أثناء الحرب , وكذلك كان حال كثيرين من جنودهم .”
“• كانت مصر طوال تاريخها دوله بر وليست دولة بحر علي حد تعبير دكتور " جمال حمدان " . ومعني انها دولة بر ان طريقها الي آسيا – عبر سيناء – كان هو الأشد فعلا و اثرا في تكوينها وتشكيلها الحضاري من اي طريق آخر : منه جاءتها الهجرات والغزوات والديانات , ومنه جاءتها معظم عناصر التكوين والتشكيل الانساني والحضاري .”
“لعلها كانت أول دوله في العالم الحديث يجري قيام اعلانها دون أن يصاحب هذا الاعلان بيان يعين الخطوط علي الارض ويوقعها علي الطبيعة ,ذلك انه حين يكون الوعد " أسطوريا " , فإن الخرائط السياسية تصبح قابلة للتعديل مع كل تفسير او تأويل !”
“إن الملك فيصل كان يخشى ان يبدو تعداد سكان مملكته وسكان مجموعة الخليج كلها و كأنه أقل من سكان اليمن ، ومن ثم فهى دعوة لليمن ان تتقدم بدور كبير فى شبه الجزيرة العربية .وربما من هنا ان السعودية كانت دائما ضد وحدة اليمن شماله وجنوبه، وقال لى أحد أخوة الملك "فهد" إن ذلك تنفيذ وصية والدهم مؤسس السعودية الملك عبد العزيز آل سعود الذى أطلق على المملكة اسم أسرته "سعود"، و كانت وصيته وهو على فراش الموت قوله لبعض ابنائه( وهم 102 بينهم 64 من الذكور) "إن عليهم أن يحاذروا من يمن موحد ، فهذا خطر عليهم و على المملكة التى سوف يرثوها بعده". وقد أضاف إلى ذلك قوله لأبنائه "إن عليهم أن يذكروا دواما ان ضمان رخائهم مرهون ببؤس اليمن”
“المأساة المروعة لدول العالم الثالث في العصر الحديث أنها جميعا بنايا هشة في مواجهه رياح عاتية , وتراجع الثورة او انهزامها يؤدي في الغالب الي اندحار مبادئها وأفكارها ايضا , لأن الاقوياء الرافضين لهذه المباديء والقيم يشددون ضغوطهم ولا يرفعون ايديهم إلا بعد ان يتاكدوا أن المثال الثوري قد اصبح أمثولة ثورية .. عادت بها الأمور بعد الثورة إلي أسوأ مما كانت قبلها .”
“القيود في المجتمعات أكثر من سلاسل , وحالة "اﻷسير" تختلف عن حالة "الثائر" , فاﻷسير يكسر السلسلة ويجري , ولكنه في حالة الثورة فإن الثائر يكسر السلسلة ويبقي لكي يصنع عالما جديدا يتصوره ويجاهد لتحقيقه . معني ذلك ان عملية تحرره أي ممارسة حريته تاخذة بعيدا إلي أوضاع اجتماعية قائمة وإلي سلطات حاكمة والي ترسانات قوانين تسري عليه , ولكنها علي غير ما يتمنهى ويطلب .”