“هكذا شأن كافة الحقائق المسجلة الصغيرة منها والكبيرة فكل شيء يتلاشى في عالم من الظلال إلى حد يصبح معه حتى تاريخ السنة مشكوكا فيه.”
“إلى المستقبل أو الماضي , إلى الزمن الذي يكون فيه الفكر حراً طليقاً , إلى زمن يختلف فيه الأشخاص عن بعضهم البعض ولا يعيش كل منهم في عزلة عن الآخر وإلى زمن تظل الحقيقة فيه قائمة ولا يمكن لأحد أم يمحو ما ينتجه الآخرون . وإليكم , من هذا العصر الذي يعيش فيه الناس متشابهين , متناسخين , لا يختلف الواحد منهم عن الآخر . من عصر العزلة , من عصر الأخ الكبير . من عصر التفكير المزدوج , تحياتي ! "شعر آنذاك كأنه في عالم الأموات , وبدا له أنه في هذه اللحظة فقط , لحظة بات فيها قادرا على صياغة أفكاره , قد اتخذ الخطوة الحاسمة . إن عواقب كل عمل تكمن في العمل نفسه , وكتب :"إن جريمة الفكر لا تفضي إلى الموت , إنها الموت نفسه !”
“إن المساواة بين البشر لم تعد غاية سامية تستحق النضال من أجلها, وإنما خطرا يجب تفاديه.إن جوهر حكم القلة ليس وراثة الابن لأبيه , وإنما هو استمرارية رؤية للعالم وأسلوب حياة يفرضهما الموتى على الأحياءويتفق المجتمع في نهاية الأمر على الإيمان بأن الأخ القائد قادر على كل شيء وأن الحزب معصوم عن الخطأ, ولكن لمّا كان واقع الأمر يقول إن الأخ القائد ليس قادرا على كل شيء وأن الحزب ليس معصوما عن الخطأ , فإن ثمة حاجة إلى مرونة دائمة في معالجة الحقائق.”
“إذ لم يكن من المرغوب فيه أن يكون لدى عامة الشعب وعي سياسي قوي , فكل ما هو مطلوب منهم وطنية بدائية يمكن اللجوء إليها حينما يستلزم الأمر.”
“ولقد نفت نظره أن السماء التي تظلل الجميع واحدة سواء كان ذلك في أوراسيا أو إيستاسيا أو حتى هنا في أوقيانيا، كما أن الناس الذين تظللهم السماء يتشابهون إلى حد كبير أينما كانوا، ففي جميع أنحاء العالم يعيش مئات ألوف من ملايين الأشخاص على هذا المنوال، حيث يجهل بعضهم وجود بعض، وتفصل بينهم جدران من الكراهية والأكاذيب ومع ذلك فإنهم متماثلين. أناس لم يتعلموا أبدًا كيف يفكرون ولكنهم يختزنون في قلوبهم وبطونهم وعضلاتهم القدرة التي يمكن في يوم من الأيام أن تقلب نظام العالم.”
“أوبراين: "كيف يؤكد إنسان سلطته على إنسان آخر يا وينستون ؟"قال وينستون بعد تفكير: "يجعله يقاسي الألم"رد أوبراين: "أصبت فيما تقول. بتعريضه للألم , فالطاعة وحدها ليست كافية , وما لم يعانِ الإنسان الألم كيف يمكنك أن تتحقق من أنه ينصاع لإرادتك لا لإرادته هو ؟إن السلطة هي إذلاله وإنزال الألم به , وهي أيضا تمزيق العقول البشرية إلى أشلاء ثم جمعها ثانية وصياغتها في قوالب جديدة من اختيارنا.هل بدأت تفهم أي نوع من العالم نقوم بخلقه الآن ؟ إنه النقيض التام ليوتوبيا المدينة الفاضلة التي تصورها المصلحون الأقدمون, إنه عالم الخوف والغدر والتعذيب, عالم يدوس الناس فيه بعضهم بعضا.عالم يزداد قسوة كلما ازداد نقاء , إذ التقدم في عالمنا هو التقدم باتجاه المزيد من الألم.لقد زعمت الحضارات الغابرة أنها قامت على الحب والعدالة أما حضارتنا فهي قائمة على الكراهية, ففي عالمنا لا مكان لعواطف غير الخوف والغضب والانتشاء بالنصر وإذلال الذات, وأي شيء خلاف ذلك سندمره تدميراً.”
“الغني لو سئل عن تحسين العمل والحياة فسوف يقول: نحن نعرف أن البؤس غيرمفرح والواقع أن البؤس مادام بعيداً عنا فإننا نتسلح بفكرة أنه غير مفرح. ولكن لا تتوقع منا أن نفعل أي شيء بصدده. نحن آسفون لطبقاتكم الدنيا مثل مانحن آسفون لقطة جرباء...غير أننا سنقاتل كالمردة ضد أي تحسين لظرفكم. نحن نشعر انكم مأمونون أكثر وأنتم في حالكم هذا. إن الواقع الراهن يناسبنا ولسنا مستعدين لمخاطرة تحريركم حتى بساعة إضافية في اليوم هكذا يا إخوتي الأعزاء إن كان عليكم ان تعرقوا لدفع رحلاتنا إلى إيطاليا فلتعرقوا ولتحل عليكم اللعنة "جورج أورويلمتشردا في باريس ولندن”