“أحياناً أعتقد أن الموت هو الشيء الوحيد الذي نكن له أي مشاعر. إنه شكلنا الفني، الطريقة الوحيدة التي نستطيع بها أن نعبر عن أن أنفسنا.”
“نحن جميعا نريد أن تحكى لنا قصص، ونحن نصغي إليها على نحو ما كنّا نصغي ونحن صغار، ونتصور القصص الحقيقية في إهاب الكلمات، ومن أجل القيام بهذا فإننا نضع أنفسنا موضع الشخص الموجود في القصة، متظاهرين بأن في وسعنا أن نفهمه لأننا نفهم أنفسنا، وتلك خديعة، فنحن في بعض الأوقات ندرك من نكون، ولكننا في النهاية لا نستطيع التيقن، ومع استمرار حياتنا فإننا نصبح أكثر غموضا بالنسبة إلى أنفسنا، ونغدو أكثر وعياً بعدم تماسكنا. وما من شخص يمكنه أن يعبر الحاجز إلى آخر، وذلك لسبب بسيط هو أنّه ما من أحد يمكنه أن يصل إلى ذاته .”
“نعم، هناك أشياء كثيرة أشعر بالخجل منها. أحيانًا لا تبدو لي حياتي أكثر من سلسلة من الندامات، والانعطافات الخاطئة، والأخطاء التي لا تُغتََفر. هذه هي المشكلة عندما تبدأ بالنظر إلى الوراء. إنك ترى نفسك كما كنتَ، وتشعربالرعب.لكن الأوان قد فات الآن على الاعتذار، أنا أدرك هذا. فات الأوان على أي شيء ما عدا مواصلة ما أعمل. إذن هذه هي الكلمات. وعاجلًا أو آجلًا سوف أحاول أن أقول كل شيء، ولا يهم ما هي النتيجة ومتى تَحِلّ، سواء أكان الشيء الأول هو الشيء الثاني أو الشيء الثاني هو الأخير. الأمر كله كان يدوّم في رأسي دفعة واحدة، وكنتُ فقط أتمسك بشيء مدة كافية لأقول إنه انتصار.إذا كان كلامي يُربكك، أنا آسفة، ولكن لا خيار لي. يجب أن أتناول الأمر بأشدما أستطيع من صرامة.”
“تأمل كلمة تشير إلى شيء، “المظلة” على سبيل المثال، وعندما أقول كلمة “مظلة” فإنك ترى الشيء في ذهنك، ترى نوعاً من العصيّ، وقوائم معدنية من النوع الذي يطوى في أعلاها تشكّل هيكلاً يحمل قماشاً لا ينفذ منه الماء ولا يلتصق به، وعندما يفتح فإنه يحميك من المطر. وهذه الجزئية الأخيرة مهمّة، فالشمسية ليست مجرد شيء، وإنما هي شيء يؤدي وظيفة، وبتعبير آخر يعبّر عن إرادة الإنسان. وعندما تتمهل لتتأمل الأمر فإنك تجد أنّ كل شيء مماثل للمظلة، من حيث أنه يؤدي وظيفة، فالقلم للكتابة، والحذاء للانتعال، والسيارة للانتقال. والآن، السؤال الذي أطرحه هو ما يلي: ماذا يحدث عندما يكفّ شيء عن أداء وظيفته؟ أهو ما يزال الشيء أم أنه غدا شيئاً آخر؟ عندما تنزع القماش عن المظلة هل ما تزال المظلة مظلة؟ إنك تفتح القوائم المعدنية، وترفعها فوق رأسك وتمضي في المطر، وتبتلّ حتى النخاع. هل من الممكن الاستمرار في تسمية هذا الشيء بالمظلة؟ إنّ الناس يقومون بهذا بصفة عامة. وعند الحد الأقصى سيقولون إن المظلة قد كسرت. وبالنسبة إليّ فإن هذا خطأ خطير، ومصدر كل المشكلات، فالشمسية لأنها لم تعد تستطيع أداء وظيفتها كفّت عن أن تكون مظلة، ربما كانت كذلك في وقت من الأوقات، ولكنها الآن تغيرت إلى شيء آخر. غير أنّ الكلمة بقيت على حالها، ومن ثمّ فإنها لم تعد تستطيع التعبير عن الشيء، إنها غير دقيقة، إنها زائفة، وهي تخفي الشيء الذي يفترض أن تكشف عنه. وإذا لم يكن بمقدورنا تسمية أداة عادية تنتمي للحياة اليومية شيئاً نمسكه في أيدينا، فكيف يمكن أن نتوقع الحديث عن أشياء تهمّنا بصورة حقيقية؟ وما لم يكن بمقدورنا البدء في تجسيد مفهوم التغيّر في الكلمات التي نستخدمها فإننا سنواصل الضياع .”
“لأن كل شيء ينتمي بصورة ما إليك ،يشكِّلُ جزءاً من القصة المطوية داخلك. وأعتقد أن من الجيد أن تجعل نفسك قاسيًا جداً بحيث لا شيء يستطيع أن يؤثر عليك بعد ذلك . لكنك ستصبح وحيداً ،منفصلاً تماماً عن كل شخص آخر بحيث تصبح الحياة مستحيلة.”
“على المرء أن يتعود على الإكتفاء بأقل قدرٍ ممكن ، فكلما قل ما يُريده رضي بالقليل و قلت حاجته ، و أصبح في حالٍ أفضل . هذا ما تفعله المدينة بك ؛ إنها تقلب أفكارك رأساً على عقب ، تجعلك ترغب بالحياة ، و في الوقت نفسه تحاول أن تنزع منك الحياة ، ولا مفر من هذا .فإما أن تفعل أو لا تفعل . و إذا فعلت ، لن تستطيع أن تتأكد من قدرتك على القيام به في المرة التالية . و إذا لم تفعل ، فلن تفعل أبداً .”
“إنَّ الكلمات لا تأتي إلا عندما أعتقد أني لن أتمكَّن من العثور عليها بعد الآن , في اللحظة التي أيأسُ من إيجادها مرةً أخرى .”