“تقول الكنيسة : الجسد خطيئة / يقول المعلم : الجسد آلة / تقول الإعلانات : الجسد مشروع تجاري / يقول الجسد : أنا مهرجان ”
“- روح في الهواء - حسب ما تقوله بعض التقاليد القديمه, شجرة الحياه تنمو بالمقلوب.الجذع و الأغصان إلى أسفل, و الجذور إلى أعلى. قمتها مغروسه في الأرض, و الجذور تتطلع إلى السماء. لا تُظهر ثمارها, و إنما أصلها. تخبئ تحت الترال ما هو أشد حميميه و ما هو أشد وقاراً, و إنما تعرضه في العراء: تسلم جذورها, مكشوفه, لرياح العالمإنها أمور الحياه... تقول شجرة الحياه”
“الرحلة:أوريول فال الذي يتولى العناية بحديثي الولادة في أحد مستشفيات برشلونة، يقول إن أول حركة للكائن البشري هي العناق. فبعد الخروج إلى الدنيا، في بدء أيامهم، يحرك حديثو الولادة أيديهم، كما لو أنهم يبحثون عن أحد.أطباء آخرون، ممن يتولون رعاية أناس عاشوا طويلاً، يقولون إن المسنين، في آخر أيامهم، يموتون وهم يرغبون في رفع أذرعهم.هكذا هو الأمر، مهما قلّبنا المسألة، ومهما وضعنا لها من كلمات. ففي هذا، ببساطة، يُختزل كل شيء: بين خفقتين بالأذرع، دون مزيد من التفسيرات، تنقضي رحلة الحياة.”
“لصوص الكلمات:حسب معجم زماننا، لم تعد الأسهم الطيبة تعني الإشارات التي يبعث بها القلب، وإنما الأسهم التي تقيّم جيداً في البورصة، والبورصة هي المكان الذي تحدث فيه أزمات القيمة.السوق لم تعد المكان الحميم الذي يشتري منه أحدنا الفواكه والخضار في الحي. فكلمة السوق تطلق اليوم على سيد مخيف بلا وجه، يدعي أنه سرمدي ويراقبنا ويعاقبنا. ومترجموه يعلنون: السوق هائجة، ويحذرون: يجب عدم تهييج السوق.المجتمع الدولي هو اسم كبار المصرفيين والقادة العسكريين. خطط مساعداتهم تبيع أطواق نجاة من الرصاص الثقيل للبلدان التي يغرقونها هم أنفسهم، وبعثات السلام التي يرسلونها تشيع السلام بين الموتى.وزارة شن الحروب في الولايات المتحدة، تسمى أمانة الدفاع، وتُطلق تسمية عمليات القصف الإنسانية على سيول الصواريخ ضد العالم.أقرأ على جدار، ما كتبه أحدهم، ما كتبناه جميعنا: (أنا يؤلمني صوتي).”
“.. في وسط ساحة ثكنة عسكرية مقعد صغير يحرسه جندي، لم يعرف أحد لماذا كان ينبغي أن يحرس المقعد. كان المقعد يحرس على مدار الساعة، ومن جيل ضابط الى آخر كان الأمر يصدر و الجنود ينفذونه. لم يعبر أحد عن أية شكوك أو يسال لماذا. وهكذا استمر الأمر الى أن اراد شخص ما، جنرال أو كولونيل، أن يعرف سبب الأمر الأصلي. كان عليه أن يقلب في الملفات. وبعد وقت طويل من البحث عثر على الجواب: منذ واحد و ثلاثين عاما وشهرين و أربعة أيام، أمر ضابط حارسا ان يقف قرب المقعد الذي كان قد دهن لتوه، لكي لا يفكر أحد بالجلوس على الدهان الطري.”
“حين يكون الصوت الإنساني حقيقياً ، حين يولد من الحاجة إلى الكلام لا أحد يستطيع أن يوقفة ، حين يمنع عنه الفم ، يتحدث بالأيدي و الأعين بالمسام أو بأي شيء آخر ، لأن كل واحد منا لديه شيء يقوله للآخرين ، شيء يستحق أن يحتفي به الآخرون أو يصفحوا عنه.”
“من زمنٍ نحن.نحن أقدام الزمن وأفواهه.وعاجلا أو آجلا، مثلما هو معروف، ستمحو رياح الزمن الآثار.عبور اللاشيء، خطوات اللاأحد؟ أفواه الزمن تروي الرحلة.”