“نابشة القبور أنا، قبور الشعراء المنتحرين.مئةً وخمسين نعشاً فتحت، نعم،وإلى مئةٍ وخمسين جهنماً نزلتُ.مئةً وخمسين جثةً أنعشت بماء الزهر،ومئة وخمسين شيطاناً روضتمئةً وخمسين دمعة رشفتوبمئة وخمسين ناراً احترقتمئة وخمسين حكايةً حكيتومئة وخمسين مرةً سألتُ، بحسرةٍ سألتُ، وقهراً، وعارفةً سألتُ:لماذا ينتحر من ينتحر”
“ انهضي" هتقوا معاً بصوتٍ مكهرب، فنهضت وطاردتهم، وحداً واحداً، وواحدةً واحدةً، طاردت قصائدهم طفولتهم أرضهم ابتساماتهم أوجاعهم استيهاماتهم هواجسهم عذاباتهم جهنماتهم جروحهم المفتوحة وغرفهم المغلقة. طاردتهم وعشتُهم، عشتُهم ومتُّهم، مئةً وخمسين مرة ًعشتُ، ومئةً وخمسين مرةً متُّ، ومراراً وكم شعرت بأني أنبش قبورهم بيدي. لا تصدِّقون؟ تعالوا وانظروا: لمُّا يزل بعض ذاك التراب المطيب عالقاً تحت أظافري......”
“أرى ما أُريدُ من الحُبّ.. إني أرىخيولاً تُرقّص سهلاً، وخمسين غيتارةً تتنهّدْوسرباً من النحل يمتصُّ توت البراري، فأُغمض عينيّحتى أرى ظلّنا خلف هذا المكان المُشرّد”
“إذا أردنا أن تسلَم لنا ثوراتنا السياسية علينا أن ندعمها وأن نُعزّزها بثورات فكرية علمية ثقافية، وإلا سنضيع وسوف نُعيد إنتاج الديكتاتوريات بخمسين لافتة وخمسين اسمًا جديدًا”
“يا ... ه ع الدنيا لما يفلت منها حدّ من الحلوينإتعودنا من الدنيا تسيب فيها الوحشينوالجيّد يرحل ما بين رمشة عينلكنّ ابو سلمى استنى الحرب اللى ودعهافى اربعتاشر واتنين واربعينوتمانية واربعين .. وفى ستة وخمسين وفى سبعة وستين”
“هذه الشكوك أكثر من طبيعية، وهي غالباً ما تحيط بغالبية الانتحارات، لأسباب شتى (معظمها كتمان عائلي، وبعضها غموض والتباس ظرفيان)، ولا سبيل إلى دحضها أو إثباتها، بما أن صاحب العلاقة غير قادر على التعبير!فكل مرة ينتحر إنسان، يولد سرٌّ: سرٌّ منيع لا يستطيع أحد كشفه يوماً.”
“ماذا أسميك أيها الموت، يا أيها الموت العزيز؟لك ألف اسمٍ و اسم، من الزمان الغابر إلى زماننا الحاضر،لكني سأسميك السفر.الموتى إذا يسافرون، ينتقلون، بكل بساطة، من مكان إلى آخر. مكان أفضل، مكان أسوأ: لا فرق. ينتقلون. هم يتحولون أيضاً.و تالياً من ينتحر يريد، فقط، أن يسافر أسرع، أن ينتقل أسرع، أن يتحول أسرع.عجولٌ هو المنتحر. عيناه في الأفق تتلهفان إلى مغيبٍ آخر، و لاتستطيعان الانتظار أكثر. هل الموت الطبيعي سوى " ذروة تمرين على الانتظار"؟ وهل الحياة سوى احتضار خبيث، سوى دحرجة متكررة لصخرة سيزيف اللعينة؟”