“البقاء مع الجماعة يبدد الفزع، ولا شيء يثير الخوف مثل الانفراد.”
“البقاء مع الجماعة يبدد الفزع و لا شيء يثير الخوف مثل الانفراد... أم أذهب لكوخ مرتا القريب و أصلح ما انكسر بيننا ثم أتوسد الأرض تحت سريرها... أنا لا أعرف الكثير عنها... لم أرها من الداخل ولم أر أي شيء من داخله، أنا أطوّف دوما بظاهر الأشياء ولا أغوص فيها. بل إني أخشى أخشى الغوص في باطني، لكني أعرف حقيقة ذاتي الملتبسة,,, كل ما فيّملتبس... عمادي رهبنتي إيماني أشعاري معارفي الطبيّة محبتي لمرتا... أنا التباس في التباس! و الالتباس نقيض الإيمان، مثلما إبليس نقيض اللهالراهب هيبا في تأملاته”
“ما كانوا يدركون أن الآلهة التي يعبدون، ماتت منذ زمن بعيد. وأن دعاءهم الفزع، لن يسمعه أحد.”
“البدايات متداخلةٌ ومحتشدة برأسي. ولعل البدايات كما كان أستاذي القديم سوريانوس يقول، ما هي إلا محض أوهام نعتقدها. فالبداية والنهاية، إنما تكونان فقط في الخط المستقيم. ولا خطوط مستقيمة إلا في أوهامنا، أو في الوريقات التي نسطر فيها ما نتوهمَّه. أما في الحياة وفي الكون كله، فكل شيء دائري يعود إلى ما منه بدأ، ويتداخل مع ما به اتصل. فليس ثمة بداية ولا نهاية على الحقيقة، وما ثم إلا التداخل، ولا يكف التفريع، ولا الملء ولا التفريغ .. الأمر الواحد يتوالى باتصاله، فتتسع دائرته لتتداخل مع الأمر الآخر، وتتفرع عنهما دائرة جديدة تتداخل بدورها مع بقية الدوائر. فتمتلئ الحياة، بأن تكتمل دائرتها، فتفرغ عند انتهائنا بالموت، لنعود إلى ما منه ابتدأنا.”
“هذه البلاد ليست بلادي. ولا الذي أراه منذ فجر اليوم، بلادي. ولا الأرض التي تصفر تحت خطانا، بلادي.. كان لي بلد وحيد، أخضر، هو حضن أمي. وقد تركته خلفي ومضيت مع رجال لا أعرفهم، إلى حيث لا أعرف، ولا أعرف طريق الرجوع.”
“لا يمكن للسياسة أن تضبط الجماعة إلا بضبط الفرد, ومن الجهة المقابلة لا يمكن للفرد أن يؤسس يقينه الديني الخاص, إلا انطلاقًا من مخزون القداسة التي تنبع من المجتمع, وتعد الجماعة مصدرها الأول .*”