“فِي العالَم العَربي مُشكِلتنا لَيست "كَما يَظن البَعض" مُشكِلة مَشاعِر وعَواطِفْ ،فَنحن نَمتلك مَخزون هائِل مِن هَذا الصَنف ..! المُشِكلة تَكمُّن فِي افتِقادِنا لأساليب التفاهُم والحِوار الهادِف الفَعال وشُحّ واضِح فِي فَنِ الإِنصات للآخرين وتَفهُّم الآراء المُختَلفة .. فَحنُ وإِن استَمعنا فإِن الغالبِية تَستَمع بالأُذن دونَ العَقل ورُبما لو جَربنا الاستِماع بِعقولنا لاستَطعنا حل 80% مِن مَشاكِلنا ..!”
“المُشِكلة فِي أَن تُولَدَ فِي مُجتَمع عَربي هِيَ أَنك تُعطى عِند الوِلادة ذاكِرة قَوية للأَماكِن ،للوَطن،للأَشخاص،للروائِح،للحب ،ذاكِرة تَرفُض النِسيان فِي جَميع المَجالات والأَقسى مِن ذَلكَ أَنها تَستصعِب وتَستَنكر كُل مَا هُو جَديد .!.”
“رَب أَرجوكَ فِيْ هَذِه اللَيلَة الفَضيلة أَنْ تَجعل فِي قَلبه نُوراً وأَن تَجعلَهُ مِن عِبادكَ المُهتَدين،، يَارَبُ قَربني مِن قَلبِه وجَعلي لِي مِن دُعائِه نَصيب ،،وأَكتبه لِي بِشرعِك ورِضاك يا الله ..”
“اليَوم التَقيت صَديقة لَم أَرها مُنذ مُدة .. فَرحت جداً بِلقائِها كُنت بأَمس الحاجَة لِبعض مِن الدَعم الذي تُقَدمه لي .. سأَلتني سؤالاً مُفخَخاً بِكثير مِن الخَبايا .. قالَت :- كَيفَ أَنتِ؟؟ أَجبتُها بِسذاجَة :-"الَحمدُ لله" كَم أَحب العِبارات الفَضفاضة كَهذه فَهي تَعطينا مَساحة لا بأَسَ بِها لِإِخفاء ما فِي القُلوب مِن أَلم ... ضَحكت وَقالت :-حالك هذه اطمئننت عَليها أَنا أَسألك عَن حالك الأُخرى تِلكَ التي تُخفينها عَن الآخرين .. .. كَم هُوَ موجِعٌ سؤالَها ذاك .. خَلع عَني سِتاراً كُنتُ أُداري بِه أَلمي .. فَتحَ جُرحاً فِي القَلبِ لَم يَندَمل ... ماذا أَقولُ لَها والحَال كَما هُوَ ..لَم يَتغَير فيهِ شَيءٌ سِوى بَعضِ لَمساتٍ جَديدة مِن الحُزن .!.”
“بِالرَغم مِن سَيّري المُتواصل تَحت المَطر.. لَم يَقوى صَقيعُ هَذا الشِتاءِ بَعدُ، على تَجميد عَواطِفي ..المُبَعِثَةِ كَ نَغَمٍ يُعزَفُ عَلى أَوتار قَلبي... يَتَرَددُ صَداً فِي مَساحاتِ الفَراغ المُمتَدةِ ، ما بَينَنا .عَلى الرَصيفِ المُبتَّلِ الطَويل.. يُؤسِفني أَن قِطار الرَحيل لَم يأَخذني أَبعَد مِن هَمستَين ..وتَنهيدة عاشِق.. لكأَنَ المسافَة بين قلبي وذاكرتي لا تتَعدى الزَمن الفاصل ،بَين البَرقِ والرَعد ..! ولكَأنَ النِسيان يَبعد عَن ذاكِرتي فَدانين مِن الأَلم ،ورُبما أَكثَر ..! فإِلى مَتى سَتبقى تِلكَ الجُثة تتَأَرجحُ على مَشنَقةِ النِسيان.؟إِلى مَتى ..؟ انِقطاع الحُبل السُريِّ الواصِل بِين أَنتَ وذاكِرتي بات وَشيكاً.. أَقرب إِلىَّ من حَبل الوَريد”
“أَشعُر بِاختِناقٍ شَديد..خَدَرَني الأَلَمُ والآن أَفَقت مِن غَيبوبَتي تِلك ، أَترانِي اليَوم فَقط إِستَيقَظت مِن حُلمي الوَردِي عَلى وَقع خُطواتِ غِيابِك.!. أَتراني فِي هَذا اليَوم بِالذات شَعرتُ بأَلم تِلكَ الصَفعَة أَم أَنه يَوم الجُمعة الَذي يُذكِرني بحَجم فِقدانِك فَهذِه الجُمعة العَاشرة تَمر بِي وتَترُكني خَلفَها مَمزَقة الفُؤاد أَنزفُ فِي الصَميم .!. أَتقَلبُ كَطائرٍ ذُبِح للتَو ..تَغلِي الدِماء فِي عُروقِه ثُم تَندفعُ بِقسوَةٍ إِلى وَجنتَيه .!. أَعُد أَنفاسِي واحِداً تِلو الآخَر ...أُخطِئ العَد وأَبدأُ مِن جِديد.. أُحاول بَرم صَفقاتٍ مَع الأَلَم عَليّ آخُذ هُدنَة فَقد تَعبت ..نَعم تَعبتُ جِداً وجِداً تَعبتُ إِدعاء الفَرح وإِغتِصاب الإِبتِسامَة .. أُريِد أَن أَبكي وأَصرُخ مِلْأ صَوتِي مِن الأَلم دَونَ أَن يَسأَلني أَحدٌ لِماذا أَو يَتَهِمُني البَعضُ بالجِنون .. فَقد طَال صَبري دُونَ جَدوى ..وطالَ انتِظاري دُون ثِمار .. اُريدُ فَقط أَن أُدِرِك ما يَحصُل حَولي .. . . أُرِيد.. .. إِخَتنَقَ قَلَمي . . والآآآن . يآآآه أَنا أَختَنِق ..!. لَقد انَفجر صَمام صَبري اليَوم لا أَستطيع الاحتِمال أكثَر”
“حِينَ أَشتاقُك وأَحتاج لأن أتَحَدث إِليك ،، أَخترع طَيفك على الوَرق وأَبدأُ بِمسامَرتِك والشَكوى لَك والتحدث عَن تَفاصيل يَومي التي أَعدُّ بَعضها ضَرباً مِن السَخافة واللا شَيء ،، أَصرخ فِي وَجه قَلبكَ وآمُركَ بالحُضور ،، أُئنِبُكَ كَطفلٍ صَغير ،، أَفسدهُ الدَلال ،، وأَتخذ مِن "الغِياب" صديقاً مُقرباً حتى عَجزتُ عَن التَفريق بينَ أَنت وأَنت .!.و فِي نِهاية ساعَة الشَوق تِلك أُقلب طَرفي بَين أَوراقي لَأَجدها أمتلئت بقنابِلِ الحَنين المَزروعة بين قَلبي والسَطور .!.”