“ما زالت الحرب في عصر العبقرية العلمية و السمو الحضري هي الفيصل الأخير فيما ينشب بيننا نحن الادميين من مخاصمة و نزاع فهي - إلى يومنا هذا - أوضح مظهر لتنازع البقاء بين الشعوب”
“إن المعارك العالمية التي شهدنا معمعاتها مؤخرا هي في حقيقتها و جوهرها تلك التي كانت تدور بين الإنسان و الإنسان في عصور ما قبل التاريخ و لا فرق في الحقيقة و الجوهر بينها و بين المعارك التي تقوم بين الحيوان و الحيوان في سبيل حفظ الأنواع”
“إن العمود الفقري للصحافة الحديثة هو الاستطلاع فلا بد أن تزخر الصحيفة بالاستطلاعات الطريفة البراقة و ما تشتمل عليه من تعليقات خاطفة على االحوادث الجارية و سبق في تقديم أحدث الأنباء و الشئون على أن يكون ذلك في إخراج شائق جذاب و تلك هي أبلغ العوامل في تحبيب الصحيفة إلى القارئ و في إغرائه بما تزفه إليه من زاد”
“إن التذكارات المادية لهي أقوى أركان الماضي و أقوى دعائمه فهي تثير الذكريات من مراقدها و هي تجسمها و تبعث الحياة فيها على نحو شائق مستعذب”
“أنت في نفسك دولة ... و ما رأسك إلا ديوان الحكم فيه تلتقي شتى الوزارات . و الفارق بينك و بين حكومات الأمم أن مجلس الوزراء فيها غير وطيد الدعائم فإنه لتعصف به الريح بين عشية و ضحاها طوعا لتقلبات السياسة و طوارئ الأحداث ... على حين أن مجلس وزرائك دائم وثيق ولد معك و سيلازمك ما حييت!”
“لا عجب في أن يغدو الماضي جميلا فهو ذاهب لا أوبة له و لا مرد و لا اتصال له بالزمن السائر من بعد فنحن نتمثل غيبته و نأمن جانبه و لذلك نستشعر له عاطفة من الإعزاز و التكريم و نجد له في أعماق نفوسنا نوازع الحنين”
“ما أشبه نفوسنا بتربة طيبة في جوهرها لا تعوزها عناصر الخصب و الإزدهار إلا أنها أصبحت على تعاقب الأزمنة صلبة متماسكة بجذورها المتحجرة لا يزكو فيها نبات جديد فنحن أحوج ما نكون إلا محراث ضخم حديد المخالب تحرث به تلك التربة فيقيض مضاجع تلك الجذور و هل المحراث إلا العزيمة و الجرأة ؟”