“من هذه التعريفات تُستخلص المكونات الأساسية للأصولية: أولا, الجمودية, "رفض التكيُف","جمود معارض لكل نمو, لكل تطور", ثانيا, العودة إلى الماضي, ("الإنتساب إلى التراث", "المحافظة") وثالثا, عدم التسامح, الإنغلاق, التحجر المذهبي: "تصلب", "كفاح", "عناد".حرفيا, يمكن للأصولية على هذا النحو أن تضع نفسها كجمودية في مواجهة التطور, كتراث في مواجهة الحداثة, كمتحجر مذهبي في مواجهة الحياد. بكلمة, يمكن للأصولية أن تكون نقيض العلمانية.”

روجيه جارودي

Explore This Quote Further

Quote by روجيه جارودي: “من هذه التعريفات تُستخلص المكونات الأساسية للأصول… - Image 1

Similar quotes

“وهكذا تطور لدى الشعوب المسلمة شعور بالقلق بأنه هناك مؤامرة عالمية وحصار عليهم وذلك بسبب الموافقة التي منحتها الولايات المتحدة لكل تعديات دولة إسرائيل, وبسبب موقف الإعلام العالمي الدائم والذي مثل روح حرب صليبية ضد الإسلام.ومن الواضح أن هذا المناح مواتٍ (في كل البلدان ذات الغالبية المسلمة) لظهور الديماجوجيات وظهور الطائفات التعصبية السلفية, والتي تعتبر نفسها المدافع الخالص والعتيد عن التقاليد الإسلامية في مواجهة الغرب وطلائع حملاته الصليبية الجديدة المتمثلة في التعصب السلفي الإسرائيلي.”


“إن التعصب السلفي الديني والسياسي يتولد من شعور بالإحباط في مواجهة الشعور بالوحدة وبالعبث في عالم لا غاية له.رجال يائسون دون مستقبل , بائسون فريسة لكل "العدميات" أمام "قيم" مزعوجة لا تعطي الحياة قواما ولا مغزى, فريسة أيضا للتبشير والمبشرين الدجالين الذي يعدون بمملكة إله, أي إله !”


“ولا يمكن لمكافحة التعصب السلفي أن ننطلق من تعصبنا نحن السلفي, أي من هذا "الشعور بالأهمية والكفاية" ولا هذا الإنغلاق على النفس وهذا الاطمئنان بتفوق ثقافة بزعم أنها فريدة وذات قيمة عالمية, وعليه فإنه انطلاقا منها يتم قياس كل الثقافات الأخرى.فلا يمكن أن يوصف المرء بمتعصب سلفي بذريعة أنه لا يشاركني ثقافتي ولا ديني ولا عدم إيماني. فتعصبة السلفي لا يمكن أن يتم تعريفه إلا إنطلاقا من إحداثيات إيمانه هو: فهل هو كافر أو جزئي بالنسبة لـ "سلامة وكمال" الرسالة التي يتنسب إليها ؟”


“على هذا النحو فقط يمكن أن نحارب الأصولية دون تقديم تنازل, وذلك بتبيان أن حرفيتها, شكليتها, إدعائها بأنها "المالكة" الحصرية للإسلام, تشكل خيانة للإسلام الحي, وأن هذا النوع من المواقف كان سبب كل الإنحطاطات.”


“لقد رفض الغرب منذ ثلاثة عشر قرنا التراث العربي الإسلامي الذي كان يمكنه، وما زال في وسعه، ليس فحسب أن يصالحه مع تراثات العالم الأخرى، ولكن أن يساعده على الوعي بأبعاد الإنسانية والإلهية التي بُتِر (الغرب) عنها بتطويره من جانب واحد لإرادة القوة فيه على الطبيعة والبشر.ذلك أن الإسلام لم يُكمِل ويخصًّب وينشر فحسب أقدم وأسمى الثقافات: ثقافة الصين والهند، ثقافة الفرس واليونان، والإسكندرية وبيزنظة، وإنما نفخ في أمبراطوريات مفككة وحضارات مشرفة على الموت، روح حياة جماعية جديدة وأعاد إلى البشر وإلى مجتمعاتهم أبعادها الإنسانية والإلهية بنوع خاص من التسامي والتوحيد، كما أعاد انطلاقا من ذلك الإيمان البسيط والقوى الحميدة لإحياء العلوم والفنون، الحكمة الإشراقية، والقوانين. وقد برزت ملامح يقظة الغرب الأولى في إسبانيا الإسلامية قبل أربعة قرون من يقظته في إيطاليا...”


“هنا نستكشف الطابع الأساسي لكل أصولية: خفض منهجية, خفض إيمان, خفض سياسة إلى الشكل الذي أمكنها ارتداءه في حقبة سابقة من التاريخ, والنتيجة الحتمية لهذه الدوغمائية (المذهبية المتجرة): التفتيش. لأنني إذا كنت واثقا من حيازة الحقيقة المطلقة, فإن من يرفضها يكون إما مريضا ينبغي وضعه في مصحة نفسية, وإما مرتدا واعيا يستحق السجن أو الموت نظرا لرفضه الإرادي للحقيقة.هذا هو المنطق المتظرف لكل أصولية منتصرة.”