“صرخ وينستون بصوت عال: "ولكن كيف تستطيعون منع الناس من تذكر الأشياء؟ إنه عمل لا إرادي حتى إن أحدا لا يمكنه أن يسيطر على ذاكرته, فكيف تستطيعون أنتم السيطرة على الذاكرة؟ إنكم لم تستطيعوا السيطرة على ذاكرتي"وبدت علامات التهجم على وجه أوبراين وقال:"بل على العكس , إنك أنت الذي عجزت عن السيطرة عليها, وهذا هو ما جاء بك إلى هنا, إنك هنا لأنك فشلت في الانصياع وفي فرض الانضباط الذاتي على نفسك, إنك لم تتقن عملية الخضوع التي هي ثمن التعقل, وإنما فضلت أن تكون مجنونا ووضعت نفسك ضمن أقلية مؤلفة من فرد واحد هو أنت.إن الواقع لا يراه إلا العقل المنضبط يا وينستون, إنك تؤمن بأن طبيعة الواقع طبيعة بديهية بذاتها, وعندما تضلل ذاتك وتوهمها أنك ترى شيئا ما, فإنك تفترض أن كل الآخرين يرون الشيء ذاته, ولكني أقول لك يا وينستون إن الواقع ليس له وجود خارجي, إن الواقع موجود في العقل البشري ولا يوجد في مكان سواه.إنه ليس موجودا في العقل الفردي الذي هو عرضة للوقوع في الأخطاء, كما أنه يفنى بفناء صاحبه, إنه لا يوجد إلا في عقل الحزب الذي يتسم بأنه جمعي وخالد.وما يعتبره الحزب حقيقة فهو الحقيقة التي لا مراء فيها, ومن المستحيل أن ترى الحقيقة إلا بالنظر من خلال عيني الحزب.تلك هي الحقيقة التي يجب أن تعلمها من جديد يا وينستون, وهذا يحتاج منك أن تدمر ذاتك وهو أمر يتطلب قوة الإرادة, يجب أن تذل نفسك وتقهرها حتى يمكنك أن تكون عاقلاً.”

جورج أورويل

Explore This Quote Further

Quote by جورج أورويل: “صرخ وينستون بصوت عال: "ولكن كيف تستطيعون منع الن… - Image 1

Similar quotes

“أن تعرف وأن لا تعرف ، أن تعي الحقيقة كاملة، ومع ذلك لا تفتأ تقص الأكاذيب المحكمة البناء، أن تؤمن برأيين في آن وأنت تعرف أنهما لا يجتمعان ومع ذلك تصدق بهما. أن تجهض المنطق بالمنطق، أن ترفض الالتزام بالأخلاق فيما أنت واحد من الداعين إليها، أن تعتقد أن الديمقراطية ضرب من المستحيل ، وأن الحزب وصي عليها، أن تنسى كل ما يتعين عليك نسيانه ثم تستحضره في الذاكرة حينما تمس الحاجة إليه ثم تنساه مرة ثانية فوراً ذلك هو الدهاء الكامل، أن تفقد الوعي عن عمد ووعي ثم تصبح ثانية غير واع بعملية التنويم الذاتي التي مارستها على نفسك.”


“أرخى ونستون ذراعيه وملأ رئتيه بالهواء ببطء , بينما كان عقله ينزلق في متاهات التفكير الازدواجي .. أن تعرف وأن لا تعرف , أن تعي الحقيقة الكاملة, ومع ذلك لا تفتأ تقص الأكاذيب محكمة البناء , أن تؤمن برأيين في آن وأنت تعرف أنهما لا يجتمعان ومع ذلك تصدق بهما.أن تجهض المنطق بالمنطق, أن ترفض الإلتزام بالأخلاق فيما أنت واحد من الداعيين إليها. أن تعتقد أن الديمقراطية ضرب من المستحيل, وأن الحزب وصيّ عليها !أن تنسى كل ما يتعين عليك نسيانه , ثم تستحضره في الذاكرة حينما تمس الحاجة إليه, ثم تنساه مرة ثانية فورا, وفوق كل ذلك أن تطبق الأسلوب نفسه على الحالتين.ذلك هو الدهاء الكامل , أن تفقد الوعي عن عمد ووعي , ثم تصبح ثانية غير واعٍ بعملية التنويم الذاتي التي مارستها على نفسك, بل حتى إن فهم عبارة التفكير الأزدواجي تستدعي منك اللجوء للتفكير الأزدواجي.”


“إنك تستحق السعادة ولكنك أيضًا تستحق [ أن تحصل على ما تريد لذا ] ..~انظر إلى الأشياء التعيسة في حياتك ...سترى أنـﻬا عبارة عن سجل لعدد المرات التي فشلت فيها أن تكون ذاتك .إن تعاستك –في الواقع – لا تعدو أن تكونسوى ناقوسٍ يدق لك كي تتذكر أن هناك ما ينبغيأن تفعله كي تسترد سعادتك..~ كي تجد السعادة ، فأنت بحاجة لأن تكون ذاتك لا أن تتظاهر بما ليس فيك”


“من أمتيازات العقل الأعلى أن يسيطر على العقل الأدني إن لم يكن عقلك دونياً لا يجب أن تخشى من السيطرة”


“أوبراين: "كيف يؤكد إنسان سلطته على إنسان آخر يا وينستون ؟"قال وينستون بعد تفكير: "يجعله يقاسي الألم"رد أوبراين: "أصبت فيما تقول. بتعريضه للألم , فالطاعة وحدها ليست كافية , وما لم يعانِ الإنسان الألم كيف يمكنك أن تتحقق من أنه ينصاع لإرادتك لا لإرادته هو ؟إن السلطة هي إذلاله وإنزال الألم به , وهي أيضا تمزيق العقول البشرية إلى أشلاء ثم جمعها ثانية وصياغتها في قوالب جديدة من اختيارنا.هل بدأت تفهم أي نوع من العالم نقوم بخلقه الآن ؟ إنه النقيض التام ليوتوبيا المدينة الفاضلة التي تصورها المصلحون الأقدمون, إنه عالم الخوف والغدر والتعذيب, عالم يدوس الناس فيه بعضهم بعضا.عالم يزداد قسوة كلما ازداد نقاء , إذ التقدم في عالمنا هو التقدم باتجاه المزيد من الألم.لقد زعمت الحضارات الغابرة أنها قامت على الحب والعدالة أما حضارتنا فهي قائمة على الكراهية, ففي عالمنا لا مكان لعواطف غير الخوف والغضب والانتشاء بالنصر وإذلال الذات, وأي شيء خلاف ذلك سندمره تدميراً.”


“إن المساواة بين البشر لم تعد غاية سامية تستحق النضال من أجلها, وإنما خطرا يجب تفاديه.إن جوهر حكم القلة ليس وراثة الابن لأبيه , وإنما هو استمرارية رؤية للعالم وأسلوب حياة يفرضهما الموتى على الأحياءويتفق المجتمع في نهاية الأمر على الإيمان بأن الأخ القائد قادر على كل شيء وأن الحزب معصوم عن الخطأ, ولكن لمّا كان واقع الأمر يقول إن الأخ القائد ليس قادرا على كل شيء وأن الحزب ليس معصوما عن الخطأ , فإن ثمة حاجة إلى مرونة دائمة في معالجة الحقائق.”