“مَن يقنع هذا المجنون أن الشاعر مثل ربان يتخلى عن معرفته بالبحر ، طلبا لمتاهته الخاصة ؟ مَن يقنعه أن أكتاف الشاعر هزيلة ، يلقي عليها الشِعرُ أمتعة ثقيلة جدا ، قبل أن يمنحه موهبة العبور فوق مياه الأبدية ، وحيدا ؟!”
“عندما أحببتكِ صرتُ حنانا عاليا ، كبرج .عندما أحببتكِ دخلتُ مغارة نفسي ، وشاهدتُ الجوهرَ لكنني لم أحتمل أن أكون نبيا ، فسكرتُ بجمالكِ .لم أعرف أن مَن يسكرُ بجمالكِ يحملُ على ظهره العالمَ .”
“أما آن أن أنصرفَ : أن أتنقلَ ، بين حقول الألغام ، مثل فراشة ؟أما آن أن أبسط راحةَ يدي ، كيما تروَن الثكنات التي بنيتُ ؟أما آن أن أشربَ ماءَ أصابعي ، وأنا أنحدرُ، دافئا ، كمياه الينابيع ؟أما آن أن أنثرَ أحلامي على خرائط النوم ؟كانت أحلامي تزن الضوءَ ، وتأسر له المصابيح ، وكنتُ مـُقبلا على غرسها عندما طارت الوطاويطُ فوق رأسي : كل ما فعلتُ ساعتها هو النظر .أما آن أن استردَ النظر ؟”
“مادام التيهانُ هو مَن دلني عليك ، فسيأخذني إليكِ ثانية .التمزقُ ، وحده ، مَن سيجمعني بكِ .لا مكان لأقدامي إلا حافة الهاوية : هاوية جمالكِ ، أو جمال هاويتكِ .”
“متى نملك المتاهة ؟متى يلتقط الطائر ظله الساقط على الأرض ،ويرتفع به مبتعدا عن أرض الشظايا ؟متى يرسم الشاعر لطفلته تفاحة ؟- ليأكلها ؟- لا .. ليبيعها .”
“أما آن أن أنفض ، عن نظراتي ، المنافي التي رأيتُ ؟أما آن أن أكشطَ ، عن خطواتي ، الطرق ؟أما آن أن أعصر القلم ، أنفضه ، لتسقط دمعة واحدة على حياتي ؟اريد دمعة لحياتي .أما آن أن انظف حياتي ؟أما آن للكائن أن يعود الى كيانه ؟أما آن أن يكون هو نفسه ؟أما آن أن يهبط نحو نفسه ، ويستحمّ قرب يديه ؟أما آن أن يـُحسنَ ، الى أوجاعه ، بصرخة ؟أما آن أن ينتزع بأسنانه الخرسَ ؟”
“لايزال كما هو :يبتسمُ مثل علم يرفرفُ فوق بلاد مقتولة ..”