“فإن علم تفسير القرآن من أجلّ العلوم ، وأفضل ما ينفق فيه نتائج الأفكار وقرائح الفهوم ، ولكن لا يتقدم لهذا الخطر الكبير إلا العالم النّحرير ، الذي رسخت أقدامه فى العلوم الظاهرة ، وجالت أفكاره فى معانى القرآن الباهرة ، بعد أن تضلّع من العلم الظاهر ، عربية وتصريفا ولغة وبيانا ، وفقها وحديثا وتاريخا ، يكون أخذ ذلك من أفواه الرجال ، ثم غاص فى علوم التصوف ذوقا وحالا ومقاما ، بصحبة أهل الأذواق من أهل الكمال ، وإلا فسكوته عن هذا الأمر العظيم أسلم ، واشتغاله بما يقدر عليه من علم الشريعة الظاهرة أتم.واعلم أن القرآن العظيم له ظاهر لأهل الظاهر ، وباطن لأهل الباطن ، وتفسير أهل الباطن لا يذوقه إلا أهل الباطن ، لا يفهمه غيرهم ولا يذوقه سواهم ، ولا يصح ذكره إلا بعد تقرير الظاهر ، ثم يشير إلى علم الباطن بعبارة رقيقة وإشارة دقيقة ، فمن لم يبلغ فهمه لذوق تلك الأسرار فليسلّم ، ولا يبادر بالإنكار فإنّ علم الأذواق من وراء طور العقول ، ولا يدرك بتواتر النقول.”

أحمد بن عجيبة

Explore This Quote Further

Quote by أحمد بن عجيبة: “فإن علم تفسير القرآن من أجلّ العلوم ، وأفضل ما ين… - Image 1

Similar quotes

“وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلاَّ أَمانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (78)الإشارة : اعلم أن المنكرين على أهل الخصوصية ثلاث فرق : أهل الرئاسة المتكبرون ، والفقهاء المتجمدون ، والعوام المقلدون ، يصدق عليهم قوله تعالى : وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ إذ لا علم عندهم يميزون به المحق من المبطل ، وإنما هم مقلدون ، فوزرهم على من حرمهم بركة الاعتقاد ، وأدخلهم فى شؤم الانتقاد ، ولقد أحسن «ابن البنا» حيث قال فى شأن أهل الإنكار : واعلم رعاك الله من صديق أنّ الورى حادوا عن التحقيقإذ جهلوا النفوس والقلوب وطلبوا ما لم يكن مطلوباواشتغلوا بعالم الأبدان فالكلّ ناء منهم ودانوأنكروا ما جهلوا وزعموا أن ليس بعد الجسم شىء يعلموكفّروا وزندقوا وبدّعوا إذا دعاهم اللّبيب الأورعكلّ يرى أن ليس فوق فهمه فهم ولا علم وراء علمهمحتجبا عن رؤية المراتب علّ يسمى عالما وطالبهيهات هذا كلّه تقصير يأنفه الحاذق والنّحرير”


“اعلم أن قاعدة تفسير أهل الإشارة هى أن كل عتاب توجه لمن ترك طريق الإيمان ، وأنكر على أهله يتوجه مثله لمن ترك طريق مقام الإحسان ، وأنكر على أهله. وكل وعيد توعد به أهل الكفران يتوعد به من ترك السلوك لمقام الإحسان ، غير أن عذاب أهل الكفر حسى بدني ، وعذاب أهل الحجاب معنوى قلبى.فنقول فيمن رضى بعيبه وأقام على مرض قلبه وأنكر الأطباء ووجود أهل التربية : بئسما اشتروا به أنفسهم ، وهو كفرهم بما أنزل اللّه من الخصوصية على قلوب أوليائه بغيا وحسدا ، أو جهلا وسوء ظن ، أن ينزل اللّه من فضله على”


“وقال الحلاج فى هذا المعنى : لم أسلم النفس للأسقام تتلفها إلّا لعلمى بأنّ الوصل يحييهاوقال أيضا : اقتلوني يا ثقاتى إنّ فى قتلى حياتىوحياتى فى مماتى ومماتى فى حياتىأنا عندى : محو ذاتى من أجلّ المكرماتوبقائى فى صفاتى من قبيح السيّئات”


“ لا أحد يكتب من فراغ ولا أحد يستلهم أفكاره وهو جالس يتأمل فوق جبال الهيملايا .. إن وجداننا الجمعي وعقلنا الباطن محشو بما قرأناه أو عرفناه من قبل .. فقط نضيف لهذا موهبتنا ورؤيتنا الشخصية”


“إن العقيدة- فى المنطق الإسلامى- لا تثبت إلا من نص قطعى الدلالة والثبوت، وهذه المرويات الآحادية يقبلها من يقبلها، ويأباها من يأباها، ويؤولها من يؤولها، فما معنى استحيائها فى هذا العصر وشغل الأذهان بها؟ أهى فتنة للناس؟! من أجل ذلك نريد أن ننظر فى ثقافتنا الإسلامية المعاصرة لنعيدها إلى قواعدها الأولى!. وكتابنا معصوم جملة وتفصيلا، والسنة فى جملتها ثابتة، ضبطها الفقهاء والعلماء الثقات بما ينفى عنها الأوهام، ويجعلها ضميمة إلى القرآن الكريم، لا نند عنه.. ولا تبعد عن هداه.. ولا ريب أن للسنن المتواترة حكم القرآن نفسه..”


“ينبغي للقارئ أن يتواضع لأهل العلم ولا يستعجل بالتخطئة والتصحيح بناء على رأيه الشخصي دون أثارة من علم”