“قائمة المشتريات في السجن متغيرة وليست ثابتة، فبعد صرف البونات، قيمة كل بون أربعة جنيهات، هذه البونات لا تصرف إلا مرة واحدة في الشهر وهي مدموغة بختم مصلحة السجون والقطاع التابع له كل سجن، في الغالب لاتُستغل هذه البونات الا في صرف علب الدخان فقط، وكل شىء له ثمن بعدد السجائر، فمثلاً زجاجة البيسبي بعلبتين سجاير ونصف، علبة الثقاب بأربعة سجائر، أقراص الكيتو، كل قرص بثلاث سجائر، سندوتش الحواوشي بأربع علب سجائر، طبق المكرونة الباشميل بثلاث علب سجائر، طبعاً كل هذه التسعيرة ماركة كيلوباترا، نرتقي الي المارلبورو الاحمر فمكالمة المحمول ـ لست أنت من سيتكلم بل أحد القدامي الذي يأتي لك بالامارة والعلامة ـ بعلبة مارلبورو.”
“دعني أشعل لك هذه السيجارة.. إنها العاشرة.. هذه الأيام تدخن كثيرا.. ليتني أعرف ماذا تعني هذه السجائر بالنسبة لك! أهي لذة إحراق شيء؟ أهي لذة إشعال شيء والتفرج عليه؟ كل الناس عندك سجائر يستحقون الحرق.. أو كل كلامك سجائر ملفوفة رقيقة.. ثم هي بعد ذلك دخان في الهواء!”
“؟. في كل يوم تفتح أبواب العنبر يدخل أحد المساجين القدامى بيده ورقة بيضاء مختومة بعدة أختام، ينادي على بضعة أسماء، مرة أربعة ومرة سبعة ومرة ثلاثة، استطاعوا الآن أن يقسمونا، حتى الصداقات التي أوجدناها .أجدها الآن تنفلت، فهذا عماد، ما إن سمع اسمه حتى جرى كالملهوف، لم يودعني رغم معاناة الأيام التي اقتسمناها سويا، ثم أحمد الذي خرج دون وداع لرائد، لماذا يصرون على حمل الضغينة؟. أكل الأمور سواء؟. صداقتنا عبث؟. عيشنا معا عبث؟. لقاؤنا المفترض عبث؟”
“المشكلة أنك لاتعيش حزنك بشكل كافٍ لإنهائه. تنتقل منه مبكراً. كل وجع يبتر الوجع الذي قبله بشكل مشوّه، تبقى الأوجاع مقصوصة كأعقاب سجائر. و يبقى القلب متسخاً كمنفضة سجائر مهملة في مقهى معزول لايزوره أحد، و لاينظفه أحد.”
“لم تكن رحلة الفكر السياسي الإسلامي خلال هذه القرون ثابتة لا تتحرك، بل كانت متغيرة باختلاف الظروف الإجتماعية المحيطة . وكان أميز ما في هذه المناهج أنها موافقة لعصروها. وهي خطيئتنا الكبرى في التعامل مع كل ما ورثناه عن سابقينا.”
“القماشة ذابلة يا مريم.. الشاب بيضيع يا أولاد الزواني.. من سيقف الي جانبنا يا مريم حميد عمار ولا فراج بشير صاحب العلاقات المتينة مع أمن الدولة لأجل مقعد في المحليات.. النضال يا مريم الآن نضال المراكز الحقوقية وجمعيات حقوق الانسان والتمويل الأجنبي هذا هو النضال الحقيقي.. يا مريم مسعود علي يجري وراه مئات ؛لأجل الدعم والمراقبة علي انتخابات معروف نتيجتها من الأول.. يا مريم المناضل الآن يجب ان يكون بك كبير.. سيارة بتكييف وبدلة من كارفور.. ملعون أبو الغلابة يا مريم.. لهم ربنا بس.”
“من هو أول سجين في التاريخ؟ من الذي اخترع السجن؟ ... كيف كان شكل السجن الأول؟ هل هناك سجين واحد في كل العالم، في كل الأزمان، في كل السجون، قضى في السجن عاماً واحداً أو أكثر، ثم عندما يخرج يكون هو...هو؟”