“و الآن ماذا أفعل بنفسى التى تفتحت فشربت من حقيقة مقتله حتى أترعت ؟ ماذا أفعل أنا الذى لم أعد مثلما كنت ؟ ماذا أفعل بكل الذى دخلت فيه و رأيته فحفر قلبى وباطنى ونفسى ؟ وماذا أفعل بهذه الحقيقة المرة التى تأكدت لى ؟هل أغرقها فى نفسى وطياتها و أقفز من فوق هذه الهوة الهائلة التى تفصلنى عنى أنا القديم ؟أم أترك نفسى تغرق فى مرارة حزن هذا الفهم المفجع ؟وهل تبقى فى نفسى طيات تحتمل أن تطوى شيئاً من بعد ما رأيت ؟”
“انقطعت الصلة , انقطع الحبل السري الذى يربط الأشياء بماضيها , وانفرطت. وتقلصت الأرحام التى أنجبت الأشياء وصارت قطعة مكرمشة من الأحشاء العقيمة. لا دور لها فى ذاكرة من يريد أن يتذكر .هنا كان هذا وهناك كان ذاك, ثم ماذا ؟غرفة العناية المركزة”
“متى فقدت الأمل فى الحلم وقبلت الواقع ..؟؟؟؟ما هى اللحظة الفاصلة بين أنا القديم , ذلك الحالم الساعى لتغيير العالم وبين أنا الذى صرت ..؟؟؟فى أى يوم , فى أى ساعة , فى أى لحظة فهمت أن الحلم حلما وأن الواقع واقعا ..؟؟؟ غرفة العناية المركزة”
“عندما رأيت نور لأول مرة، لم يحدث لى أى شىء. لا تدَع الأفلام والأغانى والروايات تخدعك، وتوهمك بأنصواعق ستحلّ عليك حين ترى محبوبتك لأول مرة، وأن النور سينبلج من الظلمة ويغشاك توهُج يجعلخلاياك تحترق . فى معظم الأحيان، ربما فى كل الأحيان، لن يحدث لك شىء من هذا حين ترى لأول مرةالمرأة التى ستصبح حبيبتكرواية باب الخروج”
“و لقد أختبرت الطرق الكلامية، و المناهج الفلسفية، فما رأيت فائدة تساوى الفائدة التى وجدتها فى القرآن العظيم، لأنه يسعى فى تسليم العظمة و الجلال بالكلية لله تعالى، و يمنع عن التعمق فى إيراد المعارضات و المناقضات. و ما ذاك إلا العلم بأن العقول البشرية تتلاشى و تضمحل فى تلك المضايق العميقة، و المناهج الخفية فلهذا أقول، كلما ثبت بالدلائل الظاهرة من وجوب وجوده و وحدته وبرائته عن الشركاء فى القدم و الأزلية، و التدبير و الفعالية، فذاك هو الذى أقول به و ألقى الله تعالى به. و أما ما انتهى الأمر فيه إلىّ بالدقة و الغموض، فكل ما ورد فى القرآن و الأخبار الصحيحة المتفق عليها بين الأئمة المتبعين للمعنى الواحد، فهو كما هو. و الذى لم يكن كذلك أقول: يا إله العالمين إنى أرى الخلق مطبقين على أنك أكرم الأكرمين و أرحم الراحمين، فلك ما مر به قلمى أو خطر ببالى فأستشهد علمك. و أقول: إن علمت منى أنى أردت به تحقيق باطل أو إبطال حق فافعل بى ما أنا أهله، و إن علمت أنى سعيت إلا فى تقرير ما أعتقدت أنه هو الحق، و تصورت أنه الصدق، فلتكن رحمتك مع قصدى لا مع حاصلى. فذاك جهد المقل”
“كل إنسان فى هذه الحياة له دور .. دور محدد ومرسوم والمفروض ألا يخرج أحد عن دوره المرسوم وإلا أصبحت فوضى”
“حتى عندما سقط الاتحاد السوفيتى ظن كبار رجال الدولة المصرية أن هذا السقوط نتيجة أخطاء جورباتشوف أو عمالته لأمريكا. لم يصدقوا أن الاتحاد السوفيتى قد سقط نتيجة فشل الدولة الأمنية فى الحكم و المنافسة فى عالم تتغير قواعد السياسة فيه. أختاروا التفسير السهل المريح ؛ واستمروا فى طريقهم"_فى عين العاصفة”