“كل من حولك من ذات الصنف ... لا تكاد تجدهم يخلو كلامهم من كلمة جدى , أبى , أسلافى , تاريخى ... ويكادون ينفجرون من الغرور الذى اعماهم ان ينظروا خلف نوافذهم ويروا انهم فى خلال رحلتهم مع اجدادهم نسوا العالم من حولهم ونسوا القطار الذى يمر بجوارهم ...”
“دائما ما يخبروك ... اننا نأكل ونشرب ونعيش ثم عندما تفارقنا الروح نعود لربنا ... تلك ساقية وكأس تدور علينا كلنا ... مالك تظن انك ستخالف سنة الحياة !!! ... مالك تظن انك يمكن ان تفر من تلك الساقية يوما ما !!!كان عمر ابن الخطاب يأكل ويشرب وينام ويتزوج وينجب الأبناء ومات فى يوم من الأيام ... لكنه لم يترك الساقية تتحكم فيه يوما ما بل كان هو من يحركها ويطوعها لما هو اعظم من مجرد الحياة ... كان يعلم عظم الأمانة وان كل ما حوله موجود ليعينه عليها لا لكى يلهيه عنها ...لذلك بقى عمر وخلدت رسالته ...وتوارى فى التراب كل من ادعى ...انها مجرد ساقية تربطنا من رقابنا ...وان لا سبيل لنا سوى ان تأخذنا حيث تذهب ...”
“كل زهرة تحب من يقف للحظة ويتأمل جمالها من يحنو عليها ...من يعزف الحانا تذوب فيها...لكنها تحيا فقط مع من تعلم جيدا ...انه سيرويها كل يوم...انه أبدا لن يتركها تذبل...أنها لو خفتت يوما ما لن تلتفت وتجدهيسقى تلك الوردة التي بجانبها ...”
“وعندما كان فى ذروة تأمله اصابته قرصة برد ... حاول أن يحتك بالناس لعله يجد الدفء بينهم فأذا به يرتعد من قسوتهم ووجوههم التى أبت ان تستدير اليه ولو بنظرة عابرة ... أحس بالوحدة رغم الالاف البشر من حوله فقفل راجعا لعل الصور الصماء التى تملأ جدران بيته تبعث فى روحه الحياة وفى عقله الأفكار أكثر من هولاء.”
“سألهم كيف كنت !!!اخبروه : عندما كنت صغيرا ... كنت شقياعندما كنت مراهقا ... كنت متمردا وعندما كبرت ... أصبحت تعيش فى الأوهام هم لا يفهمون ... انه لا يريد شيئا خاصا بهلا يريد ان يسلبهم حقوقهم ...كل ما هنالك انه أراد ما هو حقا له ...اراده أكثر من اى شيء آخر ...اراد حريــته”
“انها لا تحتاج ان تسأل عما ألم بك...يكفى ان ترتمى فى احضانها وتدفن نفسك بداخلها حتى تقرأ كل ما يجول بداخلك بل وترد عليك فى رسائل هى اجمل ما تكون املا وحياة ...تنسى حينها الزمان والمكان وتجد كل اثقال الدنيا وقد سكنت بين يديها حتى غدت ذرات لا تكاد تزن شيئا ...”
“مرت الأيام واخيها يكبر ويزداد جمالا وانتفاخا ...تتسلل اليه تارة فى سعادة وتلعب معه لكن حينما يدخل والدها تختبىء وتظل تنظر إليهما وهما يتبادلان لحظات اسعد ما تكون لهما وأشقى ما تكون لها ... ما ذلك الشعور البغيض الذى يجتاحنى !!لما هناك أشياء تخدش بداخلي وتؤلمني هكذا !!!...انا لا احب ذلك ... انا اريده ان يعود إلى ...انا اريد أبى ...ثم تنفجر باكية بعدما كانت الدموع لا تعرف اى طريق تسلكه لعينيها ...”