“سحب غاضبة في صفحة السماء، اجتمعت فانصهرت ثم تلاحمت لتكون وحشاً رمادياً ضخما ينفث من بين جنباته برقاً محرقاً ويصرخ رعداً مرعباً. التهم الوحش العملاق النجوم والقمر، ثم برمحٍ من البرق المُلهب أصاب محطة الكهرباء فعطلها؛ فهاج بحر الظلام وهاجمت أمواجه الحي لتغرقه. لم يكد النور ينسحب من أخر عمود كهرباء حتى عزف الرعد لحناً تأثرت له السماء فبكت. تساقطت حبات المطر على الأرض فاصدرت نغماً إنفجارياً متتابعاً، وانسلت أصابع الرياح الرشيقة لتلعب بأوتار الشجر ليعزف الكون كله سمفونية المطر. أحمد عبدالرازق - ما قاله المجنون للقمر ( مجموعة قصصية قريبا )”
“أراني في زاوية الغرفة صبياً, أرسم بالألوانِ على صفحة بيضاء أحلاماً, نسيتها عمراً ولكني الأن أتذكرها, وأرى كيف أن الحياة قد رسمت فوق لوحتي مستقيمات ومنحنيات فغيرت من ملامحها, ثم كونت الخطوط السوداء الداكنة أشكلاً طمست تحتها أحلامي .”
“أراني أقف في ممرٍ مستقيم، سُد من خلفي بجدار تقيدني إليه سلسة حديدية : كُتب عليه "ماضيك"، وتفرع – الممر - من أمامي إلى طريقين، يفضي أحدهما إلى المجد والأخر إلى النسيان”
“قلت له: من هو الإنسان الذي غاظك أكثر في الوجود؟قال: أبو نواس عليه اللعنة.. قاسمته حياته ثم وصمني ببيتين من الشعر:تذكرت ما قاله أبو نواس عن إبليس..عجبت من إبليس في تيهه وسوء ما أظهر من نيتهتاه على آدم في سجــــــدة وصار قـــــواداً لذريته”
“ينير البرق السماء للحظات، ثم يرتسم ذلك الشرخ في الأفق ويتجه نحو الأرض.. وبعدها يدوي الهزيم الغاضب الحانق..ينهمر المطر مدرارا.. بينما يعلن البحر أنه قد سئم محبسه ويحاول أن يتمرد عليه ويغادره. الموج يمتد للشط محاولا أن ينشب مخالبه فيه، فلو نجح لزحف البحر خارجا وارتمى على الصخور يلهث..”
“لكني مع أحمد صبري وجدت نفسي أنهي قراءة المجموعة القصصية بسرعة البرق ثم أعيد قراءتها مرتين. إخراج القصص وعناوينها احترافي للغاية حتى أنه بوسعك أن تنسى كاتبها وتشعر بأنك تقرأ مجموعة قصصية لأديب راسخ من الستينات. كل قصة تحوي مغامرة تجريبية ما حتى تشعر بأنه ينهي القصة وقد خارت قواه تمامًا. من السهل والممتع على المرء أن يكون قاسيًا وأن يتصيد الأخطاء على غرار (لماذا نادمًا خرج القط ، وليس خرج القط نادمًا ؟.. إن هذا تحذلق .. الخ).. لكن من الصعب أن تتجرد وأن تنظر لهذه المجموعة كما هي فعلاً: مجموعة من القصص الممتعة المهمومة بالبشر ولا يكف صاحبها عن التجريب.”
“افشل لتتذوق طعم النجاح، فلا يعلم حلاوة الجاتوه إلا من تذوق الطرشي .”