“لم نعد نحب ما كنا مولّهين به.ما كان يسرّنا، كالرماد، على لساننا، يستقر... لأنه الأمس.نعانق ما كان، ولا نقشعرُّ عندمانعرف أنه الماضي، تلك الجثة الأمينة.”
“شارة الانبعاث اليوميّ كفت عن الإضاءةفي آخر النفق، لم أعد صالحاً للإنجراف مع المناخات الزائلةربما كان هذا هو المعنى :أن تتركَ المحطات خالية وراءكأن تُغادر قبل أن تغادرك الاشياءوأن تتعلم كيف تحيا، هكذا.”
“وإذا ما صرخنا،إذا ما أفصحنا عن أصواتنا الأخرىفحتى الملائكةستخفي رؤوسها تحت أجنحتها الثقيلةلئلا تسمع الصرخة.”
“ما معنى الحِداد؟الميت في تابوته لا يـُطالب بالبلاغةالأيدي في فـَيء السطيحة تـَهشّ ذباب الصيف العنيدوماذا يقول المرء عندما يموتُ في مكانه الآخرالآخر الذي من أجله، إنما جئنا لنشرب قهوتنا المرة؟على العتبة أحذية الندّاب، وجوه المعزين تـُزيّن الصالةوأنت، أيها الميت، ترقدُ بكلّ بساطةعلى ظهرك، وتختصر الكون.كل ما أعرفه الآن: موكب السائرين في درب الحدادظلّك يطفر فوق سياج المظالم. وجهك يبدو في مرآة الهزيمةهذا ما أعرفـُه: الموتُ هو الموتوما من أحدٍ عاد من موته ليقول لنا شيئاً”
“كلّ ما نحلمُ بهألا تعصفَ بنا هذه الأعاصير:زاويةٌ ننامُ فيها، صفحةٌ بيضاءحيثُ لا تكذبُ الكلماتهذا ما صلّيتُ من أجله الليلة، ولم أعرف معنى صَلاتي”
“تواصوا، إذن، بالبيوت احملوها ، كما السلحفاة ، على ظهركم أين كنتم ، وأنَّى حللتم ففي ظلِّها لن تضلوا الطريق إلى برِّ أنفسكم ولن تجدوا في صقيع شتاءاتكم ما يوازي الركون إلى صخرة العائلة وحرير السكوت تواصوا ، إذن ، بالبيوت استديروا ، ولو مرةً ، نحوها ثم حثُّوا الخطى نحو بيت الحياة الذي لا يموت.”
“والمَنُّ لن يسقطَ إلاّ علي رأس السائرتحتَ نجمة الغُفران!قيلَ أنّ القدّيسَ جيروم كانَ يَقتاتُ في صحرائهِ علي الجَرادِ والنَديوأنّ الله في كرسيّه المُرصَّع بالجواهركينونةٌ تُصغي إلي ما نقول، والحبّ ملاكٌ مُتشرّد ينامُ في خَميلة يستدعي طائرَ الهجرة، يُذيبُ شمعةَ اللُغز، يجرُّ الكلمةمن شَعرها، يُغلقُ القبرَ علي الميّت...يأتي.”