“جزء من الخسارة التى تلحق بالبلدان أنها تركن إلى الأوهام ، وتعيش فى الماضى ، وتخطىء فى قراءة الواقع واحتمالات المستقبل .وكما أن التاريخ ذاكرة ، فإن إدراك الجديد ذاكرة أخرى وقدرة أكبر مواجهة المختلف والطامع والعدو .فإذا لم يُحسن استيعاب التاريخ ولم يجر معرفة الجديد ، فإن كل شىء سيتحول إلى ذكريات وأغانٍ حزينة”
“قد لا تكون بلادنا أجمل البلاد، لأن هناك بالتأكيد بلدانًا أجمل، ولكن فى الأماكن الأخرى أنت غريب وزائد، أما هنا إن كل ما تفعله ينبع من القلب ويصب فى قلوب الآخرين وهذا الذى يقيم العلاقة بينك وبين كل ما حولك، لأن كل شىء هنا لك.. التفاصيل الصغيرة التى تجعل الانسان يحس بالانتماء والارتباط والتواصل.”
“كل ليلة يقرأ ويسافر فى أحلامه إلى مالا نهاية . كان يبدأ لكن لا يعرف متى انتهى أو كيف ، فالكلمات الصماء التى تمر تحت ناظريه لا تلبث أن تتحول إلى كائنات حية لها أسماء وملامح ، ولا تكف عن الحركة والصراخ والغضب ، وبعض الأحيات تبتسم وتهمس ، وكان مثلما يقبل الانسان على رسالة من عزيز ، فيقرأها أول الأمر ليعرف ، ثم يقرأها ليتخيل ، ثم فى مرات لاحقة يقرأها ليبدأ برسم الأشكال والملامح ، ويستحضر الأصوات والروائح ، وطريقة التصرف ورد الفعل .”
“تحطمت أكثر الأحلام ، أعرف ذلك ، لم يبقَ منها إلاّ القليل ، لكن معها ، وربما قبلها ، تحطمت أغلب الأوهام ، كلها . لم أعد قادراً على عبادة أي صنم ، ولم يعد يرشدني ويقودني سوى الضمير . أهذي ؟ استبدلت أحلاماً بغيرها ؟ تخليت عن الآلة القديمة ولم أجد آلهة غيرها ؟ فليكن : المهم أن تكون هناك إرادة ، وهذه وحدها يمكن أن تعيد تشكيل العالم مرة أخرى . لا أعرف كيف سيكون عالم الغد ، لكن لدى البشر الكثير من الجنون ورغبة الحياة ، وهذا وحده كفيل بإيجاد عالم جديد .”
“عقل الإنسان مثل الغربال، يتآكل يوميا، وفي وقت ما سيتحول الغربال إلى طارة يدحرجها الأطفال الصغار.”
“لماذا لا يقرأ الجلادون والحكّام التاريخ؟؟لو قرأوا جزءاً من الأشياء التي يجب أن يقرأوها،لوفّروا على أنفسهم وعلى الآخرين الشئ الكثير.ولكن يبدو أن كل شعب يجب أن يدفع ثمن حريته،والحرية،أغلب الأحيان،غالية الثمن .”
“يُحكى أن ملكاً من ملوك مصر درب قردة على الرقص ، وأن هذه الحيوانات قد تعلمت بسرعة ورقصت بعد أن تزينت بالأرجوان ووضعت على رؤوسها الخوذ وظل المشهد يثير إعجاب الناس حتى جاء يوم شاء أحد النظارة أن يلهو ، وكان فى حوزته جوز ألقاه فى حلبة الرقص ، وما أن شاهدته القردة حتى نسيت الرقص وعادت إلى طبيعتها الأولى ، قردة بدل راقصين ، فحطمت خوذها ومزقت ثيابها وتقاتلت فى سبيل الحصول على الجوز”