“تحس بدبيب فرح مرهف وسط نسائم المساء المبتردة الشفيفة ,إذن يظل هناك مكان للروح يظل هناك كل هذا التزاحم على الجميل في مواجهة المبتذل ,على الأعلى صعودا عن الأدنى..إذن يبقى شئ .تقول في نفسك ذلك وتفرح بسحر الفن الذي شرّد أقدامك وجعلك تمتلك قلبك ”
“مع ذلك، ورغم ذلك، يظل وجودنا في هذه الحياة علي تكاثر ألامها وتضاؤل وابتعاد أصغر الأماني فيها..يظل جديرا ببعض الفرح.. علي الأقل فرح التنفس من هواء الصبح الطازج كل يوم من جديد”
“أتخيل لحظة جنونك الجميل هذا عندما استيقظت مبكرة على هطول أول الثلوج، وخرجت في الصقيع للإبراق:" مع هطول أول الثلوج أُقبلك ". خمس كلمات تبعثين بها فتكتسح كل نقاط الحراسة التي أحطنا بها قلبينا، كل الحواجز، وتندفع مودتنا إلى منعطف جديد.. أهيم متأملا إياه على المدى غير المرئي”
“فلتكتف إذن في البداية بالمشاهدة،برؤية لعبهم الغريب هذا، وتأمل شرودهم المرير.شرود وجوه لا عيون في محاجرها، لكنها تعطيك أشد الانطباع بتحديقها في زمن بعيد،زمن كانت لهم فيه عيون وأبصار.”
“أنظر فى عينيه مباشرة بإحساس يتصاعد بالشفقة إلى حد الابتسام , فيبادلنى الابتسام الشفوق , و ما يلبث ابتسامنا المتبادل حتى يأخذ شكل برهة من الرضا , هذا الرضا الذى يسرُّ أن :- مع ذلك , ورغم ذلك , يظل وجودنا فى هذه الحياة على تكاثر آلامها و تضاؤل و ابتعاد أصغر الأمانى فيها .. يظل جديراً ببعض الفرح .. على الأقل فرح التنفس من هواء الصبح الطازج كل يوم جديد .. أليس كذلك ؟أليس كذلك ؟ أسأله بإيماءة مبتسمة فيجيب علىَّ مبتسماً بمثلها , ثم أكرر سؤالى بصوت مسموع و أنا أستدير متأهباً للخروج , لكن إجابته لا تأتينى . فيبدو لى وكأنه تبخر مع سريان تيار الهواء الصباحى الذى اكتسح الغرفة آتياً من النافذة المفتوحة إلى الباب المفتوح .و أفكر فى أنه اختفى أيضاً من صفحة المرآة التى استدرت للتو عنها”
“في الوقت الذي ابتزت فيه اسرائيل, ولا تزال, اوروبا والغرب عموما, وحصلت على كل شيء من الأباتشي الأمريكية حتى القنابل النووية الفرنسية, تعويضا على ما اقترفه النازي من جرائم مشكوك في صحتها ودقتها, تجاه اليهود, وتعويضا عن شتاتهم الذي صنعوه بأنفسهم, فان أكبر وأفظع شتات وعذاب في التاريخ الانساني هو الشتات الأسود الذي أخرج ما يقدره الباحثون بستين مليون إفريقي مات معظمهم في الطريق, هذا الجرم المشهود الذي صنعته تجارة العبيد بأياد اوروبية, عبر الأطلسي, ومن أجل ازدهار مزارع السكر والقطن في أمريكا, لا ينال أكثر من اعتذار خافت !!”
“لقد ذهبتُ إلى بيت تشيخوف - وهو الذي يُعتبر أكثر الكُتاب الروس هدوءاً ووداعة - ولاحظتُ شيئا غريبا فاتتني ملاحظته في المرات السابقة: إن مكتبه كان يواجه الحائط! وبالتقصي عرفت أنه كان يكتب على ضوء الشموع في مواجهة الحائط، ولعله كان يوفر لروحه المبدعة بذلك مزيداً من العزلة عن عنف العالم الصعب، وهو الذي قال: إنني لم أعرف إلا أن كل لحظات البشرية ظلت ينطبق عليها الوصف إنها لحظات عصيبة.”