“و لم لا تشتعل النيران الطائفية، و النفط موجود و موفور، و لم لا يتفرغ المسلم للقبطى، و المارونى للشيعى، و الشيعى للسنى، فضلاً عن الزيود و الشوافع و الحنابلة و الأحناف و المالكيين، و ما لا أذكر و لا أعرف، من طوائف و فرق، و قد فرغت الأمة من هم التوحيد و طموح الاندماج و تجاوزت مراحل (الفيديريشن) و (الكونفيديريشن) إلى مرحلة التفركش الشامل الذى لا ضابط له و لا رابط، و لم تعد تجد ما تنتمى له، غير نوادى الكرة و العمل من أجل انشاء (امارات الطوائف العربية)، غير الأندلسية و غير المتحدة.”
“الحكومات العربية -والشهادة لله- حريصة على حدودها من خطر العرب الآخرين. و هذا هو المفهوم الرسمى للأمن القومى العربىعلى لسان مروان فارس”
“ما يزعجنى حقاً، هو رابطة صناع الطغاة، ممن يظن الناس أنهم أصحاب فكر و رأى، و هم لا يملكون إلا موهبة واحدة هى القدرة على تحويل الزعماء و القادة من بشر يمكن مناقشتهم إلى آلهة لا يحسُن التفكير فى نقدهم، فهم معصومون من الخطأ، و مُحصنون -أحياء و أمواتاً- ضد الحساب، و ما علينا نحن الذين ابتلانا الله بأحكامهم، إلا أن (نطبل) لهم و هم أحياء، و نحرق البخور لذكراهم بعد أن ينتقلوا إلى رحاب الله، و ننتقل للتطبيل لخلفائهم، ليتحولوا من بشر يحكمون، إلى آلهة معصومين و بهذا نظل نحن المصريين -بل العرب- عبيد احسانات من يحكموننا و أسرى قداسة من سقونا المر كؤوساً و أباريق!”
“ليس عجيباً إذن أن فضيحتنا -نحن العرب- قد أصبحت بجلاجل فى أربعة أنحاء المعمورة، فنحن ننفرد -دون كل الدول المتحضرة- بتلك المبالغة التى توحى بعدم الصدق فى استخدام أفعل التقضيل لوصف مناقب حكامنا، فالزعيم العربى، هو -فى رأى رابطة صناع الطغاة- أذكى الناس و أعلمهم و أعدلهم و أكرمهم و أخفهم ظلاً، و هو القائد و المفكر و المعلم و الملهم، و هو رئيس كل شئ: القوات المسلحة و الشرطة و القضاء، و هو نقيب الصحفيين و نقيب الصيادين، و رب العائلة، و حامى حمى اخلاق القرية، و هو فارس الحرب و بطل السلام و رائد التأصيل الفكرى و هو الذى صنعنا من العدم و (أعاد) لنا كرامتنا، و (منحنا) العزة و الكرامة، و رفع رؤوسنا فى الخارج، و لولاه ما احترمنا انسان، و لا اعترفت بنا دولة!”
“معظم المثقفين فى وطننا العربى ينتمون إجتماعياً، لنفس الفئات التى تحكم و تتحكم و يعيشون فى كواليسها اكثر مما يعيشون مع الشعب و للشعب و يثرون من عطاياها، و يتشربون مع الزمن روائها، ويجدون المبرر الفكرى الذى يغطون به أنفسهم أمام أنفسهم و أمام الناس بسهولة.”
“انفلبت الآية الديمقراطية رأساً على عقب. فالشعب "يكلف" أحد المواطنين بأن يكون رئيساً له، ثقة فى شخصه، و من دون أن يشترط عليه أى شرط. و هو يتكرم بقبول هذا التكليف من دون أن يتعهد للشعب بأى شئ، ليمارس بعد ذلك تلك السلطات الهائلة التى يمنحها له الدستور فى 15% من مواده، فيسود و يحكم إلى الأبد بلا قيد و لا شرط و لا تعهد و لا مُسائلة. و لا يصبح من حق أحدنا نتيجة لذلك كله أن يقول له "ثلث الثلاثة كام".”