“كلما إستيقظ قلبي من سباته تذكرت حديثك عندما قلت : بأن الحب مجرد اندفاع أولي يعقبه خمول أبدي"، لكن قلبي هذه المرة لم يعود لخموله،أتراني أحببتك باندفاع أبدي،!؟”
“كيف لي ياصديقي أن أوقف داء الذاكرة من الجريان في خلايا هذه الجمجمة الحمقاء؟ كيف لي أن أتحول لشجرة صنوبر قاسية صلبة لا تكترث لأيدي الفؤوس الفاشلة بكسرها؟ كيف لي أن أكف عن شراب دموعي وأكل عيني وأمتصاص وجعي عندما أشعر بالجوع والعطش الروحي؟”
“, أنا أحببتك جدًا فوق جميع الاحتمالات والظنون والشكوك السيئة أحببتك ولم أفكر أبدًاأن أرحل قبل أن نُشفى وتستأصل حبي لك من عروق قلبي وتعلمني طريقة سهلة للقسوة والنسيان وتشذيب الذاكرة, تمامًا كما يأتي المطر ويسقي الحقول الجافة هطلت أنت وكما يضيء النور ويبدد العتمة وتصبح كل الاشياء الجميلة فجأة أشرقت أنت ورحلت فجأة كقبضة عزرائيل المتكرره لأرواح البشر ,أنا أيها المجنون لم أتحدث لك عن شكل قارة الوجع التي تقيم بعيني لم أهمس لك عن مدى شبهي من سيزيف لم أكشف لك عن كفي لترى كم مشرط وسكين قد انغرست به, أنا لم أرهقك بتفاصيل حياتي الكئيبة لم أخبرك عن طفولتي المتدلية من جدائل النار وعن حنيني للحي القديم لم أزعجك بالحديث عن كل عثرة واجهتني لم أخبرك عن الثقب الذي أحدثته بحبل امي السري لأسترق النظر لدنس الحياة لم أحكي لك عن الطريقة التي ولدت فيها والطبيبة التي ارتكبت خطيئة ولادتي وانتحرت باليوم التالي لم أخبرك عن صديقة أمي التي سمتني عليها وماتت في تميمية ميلادي الأول لم أسهب لك عن خشخشة أصدقائي الموتى واتهامي بالمرض والجنون من أصابع من كنت اعتقدهم الأقرب إلي أنا لم أذوقك نشوة الدم الذي يتسلل من عروقي ويطفو على سطح جلدي كل يوم لم أبكي على ذراعك وأرسم على صدرك امنيات تشبه لجميع فقاعات احلام الفتيات المعتادة ثوب أبيض وقطعة اثاث جديدة ومنزل كبير واطفال بعيون ارجوسيه وزوج مثالي لايخون , أنا لم أخبرك عن سذاجتي وذكائي الغبي ولم تعرفني جيدًا بعد”
“لا تستغرب لو قالت لك أنني ولدت ولم أبكي كما يفعل جميع مواليد الدنيا لاتستغرب لو قالت لك أنني ولدت وأنا أضحك بسخرية وأبصق على هذه الحياة وتوسلت للطبيبة التي سحبتني من المشيمة ببطء وعينيها معلقة على ساعة معصمها وقلبها ينبض شوقًا للمغادرة إلى حبيبها الغائب منذ حرب الخليج الثانية,أتعلم لازلت أتذكر رائحة طلاء أظافرها الأحمر وقميصها الأبيض المنقط بالبنفسج توسلت إليها كثيرًا أن تعيدني لدفء رحم أمي بعيدًا عن أنياب الحياة الغاضبة لكنها تكاسلت كما يتكاسل جميع العرب في أداء أعمائلهم ودفعت أنا ضريبة ذلك لعنتها كثيرًا بالخفاء ومات حبيبها في طريق العودة قبل أن يقبل يديها الملطخة بدماء قدومي الأسود وأنتحرت هي من فاجعة الصدمة في اليوم التالي شنقًا,هي أيضًا تقيم بالبرزخ معكم أخبرها أني لم أنفذ وصية جدتي بأن أكون طبيبة أشبهها وأني أحرقت وصيتها كما تحرق فتاة شرقية رسائل حبيبها الخائن فلا أريد أن أرتكب إثمًا كما أرتكبت هي أكبر الاّثام بولادتي لا أريد أن أسجل أسماء للقادمين لهذه الأرض الملغمة بالتفاهة والبؤس والجوع والحماقات وكل التفاصيل القبيحة”
“حبيبي خذني إلى وطن لاتذروه الرياحإلى وطن لا يصلب العشاق على الأبوابإلى وطن يقدر الحب قبل الخبز و دجل النزواتإقتحم حدود ضفتي و بعثر مابداخلي بكل وحشية و إنبهارإضحك لِتوقظ عصافير تشرين الميتة من سباتها الربيعيتحدث لِتتساقط النجوم من بين دهشة شفتيك كمطر من نبيذأحرق عقارب الثواني و قطارات الأنتظار و حواجز مدينتنا الراهبةالتحم بِأساور معصمي إستحضرني بمعلقة عارية من كل القيودلِـ أنتعل جنونك فوق أرصفة العزلة الباردةو أتلبسك بشياطيني و ملائكتي بأرضي و عالمي..”
“كُلي يبحث عن رئتي المفقودة بأشجار مدينتك و شوارع حيك و خلف حائط منزلكو في حضن أمك تقودني قدماي إليها في كل مره وتضج بالبكاء كثيراً كلما رأتني ربما لأني أذكرها بك وتذكرني بك نعد كؤوس الأحزان و دوارق الضجر ونبكي كلما سافرت أحاديثنا إليك نغرز إبرة الذكرى حول مسامات جلودنا الملتئمة بالجروح ونبكي نبكي بهستيريا في حفلة غارقة بِدماء الضجر أبتسم بتعذيبي لإتمامي الثالثة و العشرون موتاً بعيدًا عنك و أمك تحضر الكثير من الملح و تمرره على جروحنا الطريه ونصرخ فقداً تمتزج أوجاعنا راحلة إليك منك إلى أن نشعر بالغثيان من فرط الضجر و نسقط نقيم بين أشيائك القديمة و نعيش على ماضيك و معجزة عودتك..”
“أحبك ,وأصير عندما أبتعدعن حبك طفلة بلا لعبة ,وجهًا بلا ملامح شجرة بلا أوراق ,صبية بلا قدمين,فمًا بلا لسانوأصابع مبتورة تبحث عن يدأحبك..وأصير عندما أبتعد عن حبكقصيدةً منحولة ,رواية مثقوبةعصفورة مكسورةجثةً بلا مقبرة,أصير لا شيءأصيرُ عدمًا”