“ليس هناك علاقة تكافؤ ، أو حوار ، بين السلطة والجماهير في المجتمع المتخلف. ليس هناك اعتراف متبادل .... السلطة لا تريد مواطنين ، بل أتباعا ، إنها تخشى المواطنية التي تعبر عن ذاتها ، تخشى المواطنية التي تنزلها من مكانتها الجبروتية إلى مستوى اللقاء الإنساني. السلطة في المجتمع المتخلف تخشى وضعها موضع التساؤل وهو شرط الإعتراف بشرعيتها.”
“السلطة في المجتمع المتخلف فرصة من أجل التسلط والإستغلال. وهكذا فكل من تمكّن من شئ من قوة أو سيطرة ، فإنه سيسلك النهج نفسه ، لأن ذلك هو النموذج الشائع ، ذلك هو القانون الرسمي الذي يكاد يفرغ من كل معنى ومحتوى في المجتمع المتخلف. إذ ما معنى القانون سوى الإلتزام تجاه الآخرين ؟ ..”
“فقدان روابط الإنتماء الإجتماعي ، يعود مباشرة إلى فقدان الإلتزام تجاه الآخرين ، وفقدان الإحترام لما هو عام ومشترك ..... تنهار قيمة الآخر ، لأن العلاقة معه لا تؤمن للشخص قيمته الذاتية ، لا تمده بالإعتراف بذاته من خلال اعتراف الآخرين به. وهكذا تسود الأنانية على حساب المصلحة العامة. تبرز هذه الأنانية التي لا تعرف حدودا ولا ترعى للآخرين حرمة ، حين تضعف السلطة القامعة أو تغيب عن المسرح لأمر ما. عندما يتحول المجتمع إلى غابة ذئاب. انعدام الشعور بالإنتماء ، مع ما يستتبعه من انعدام للشعور بالعدالة والعدل في نيل الحظوظ ، يولد عند الإنسان قلق الوحده ، وقلق التهديد يأتيه من الآخرين ، مما يفجر عدوانيته دون حدود.”
“ليس فقط حجم الانحراف هو الذي يدل على مدى أزمة المجتمع ، بل نوعه و شدّته ..”
“الرقي ليس شيئاً يكتسب فقط من خلال الدراسة و الممارسة ، بل قبل ذلك تغرس أسسه من خلال تربية الطفل و إعداده للحياة”
“حين تغيب السلطة أو يهزل وجودها يتحول المجتمع عندها إلى ساحة قتال وصراع على النهب، ما أمكن وبأكبر كمية متاحة”
“من المظاهر التي تلفت نظر الملاحظ ، السرعة الواضحة في تدهور الأداء العقلي والحوار المنطقي بين الناس في العالم المتخلف ، فالنقاش الذي يبدأ موضوعياً واقعياً لا يلبث أن يفجر انفعالات تؤدي إلى اضطرابه ويتحول الأمر من الحوار الهادئ ، من المنطق الذي يجابه الحجة بالحجة إلى صراخ ومهاترات ، كي ينزلق بسرعة إلى حوار الطرشان ، عند أول عقبة مادية أو مقاومة يبديها الشخص الآخر .”