“إن نقيض الحُب ليس الكراهية؛ بل التجاهل، واللامبالاة. فإذا كُنت تكرهني، فإن هذا يعني أنك لا زلت تعبأ بي، وبأثري في صيرورتك. لذا فما أسهل أن تتحوّل الكراهية إلى حُب، والعكس صحيح.”
“الحُبُّ كالموت؛ تسمعُ عنه لكنك لا تخبره إلا بعد أن يفترسك! وإن كان الموت طريقاً لا رجعة فيه، فإن الحُبّ طريقُ ذي اتجاهين، وإن كُنت تعود منه مُثخناً. فإن لم يكُن بمقدور أحد أن يُنبئنا عن ماهية الموت، فإنهُ ليس بمقدور من خلص من براثن الحُبّ أن يُنبّئنا كيف هو! فناهيك عن كونها تجربة مُغرقةٌ في الذاتيّة لحد القداسة، إلا أنه ليس بمقدور المُثخن أن يصف لك بهاء من أسال دمهُ !”
“في مرحلة الهضم؛ يحدُث تنزيلٌ للمعرفة على الواقع. فيُفكك الواقع ويُحاكًم للقيم التي اعتنقناها. لذا، فإن وصف المرض وأعراضه، ونقد مسلك المرضى وإهمالهم؛ هو المرحلة السابقة مُباشرة على توصيف العلاج إتماماً لدورة الأفكار في المجتمع.”
“يكمُن الكمال البشري في إدراكنا للنقص كمكوِّن أساسي في التركيبة الإنسانيّة، وتعويض هذا النقص بالحضور الوجداني الدائم للمعيّة الإلهيّة؛ تحقيقاً للتعايش مع هذا النقص البنيوي. وقد كان إدراك بعض السلف لهذه الحقيقة جليّاً في قول مُعاوية بن أبي سفيان: لا تُدرَك نعمة إلا بفوات نعم. إن الإنسان ناقص لا يكتمل بذاته، ولا بُدّ من انضواؤه تحت كمال الموجود بذاته حتى يتحقق التعايُش.”
“روي في الأثر أن الناس ثلاثة: عالم، ومتعلم، وهمج! والهمج في النار، فانظر إلى أيهم تنتمي؟!”
“يُفضِّلُ أكثر بني آدم العمى. بل يعشقونه لما يمنحهم من طُمأنينةٍ، ولو كانت زائفة. إذ إن ألم تفتُّق الإدراك واستنارة النفس؛ أشدُّ حُرقةً من ألم الحواس! نعوذ بالله من هذا العمى؛ عمى البصائر.”
“إن الزعم بأن طموحات الإنسان، وأحلامه؛ هي أكبر من قدراته، إنما هو وهم. فغالباً ما يكون الطموح أعظم من جرأة صاحبه، وأكبر من إرادة الفعل لديه.”