“وهو يفكر كم هو غريب مرض الوالدين ومن فى حكمهم. كأننا نأخذ وجودهم وصحتهم" على انها امر مسلم به, ومهما تدهورت صحتهم نظل ننظر لهم كما كانوا ونحن صغار. وكأن أعراض الشيخوخة امر مؤقت, مثل الزكام يأتى ونعرف انه سيذهب.وإن لم يذهب فهو مجرد مغص, مجرد تقلص, تقلص فى قدرتهم. وعندما تقل حركتهم ويقل تركيزهم ويزدادون هزالا, لا نرى فى ذلك مقدمة لرحيلهم. أحيانا نفكر فى هذا الاحتمال بعقولنا, لكننا لا نشعر أنه شئ يمكن أن يحدث فعلا. حتى يصابون بنوبة مثل هذه, وفجأه تباغتنا حقيقة أنهم راحلون, إن لم يكن هذه المرة فالمرة التى تليها. ونبكى بحرقة, وينكسر شئ فينا ولا نعرف ما هو , ونكبر فى العمر فجأه. كأنهم يخلون لنا مكانا كنا نتركه لهم. كأنهم يقولون تعالوا, خذوا مكاننا, الان صرتم انتم الكبار, اما نحن فذاهبون. لعل هذا اكثر ما يصيبنا بالجزع, هذه هى الساقية التى لا تتتوقف : ستأخذكم الى أعلى, الى أعلى أكثر, ثم تغيبهم وتسحبنا نحن ماكنهم, ثم نتبعهم”

عزالدين شكرى فشير

Explore This Quote Further

Quote by عزالدين شكرى فشير: “وهو يفكر كم هو غريب مرض الوالدين ومن فى حكمهم. ك… - Image 1

Similar quotes

“وهو يفكر كم هو غريب مرض الوالدين ومن فى حكمهم. كأننا نأخذ وجودهم وصحتهم" على انها امر مسلم به, ومهما تدهورت صحتهم نظل ننظر لهم كما كانوا ونحن صغار. وكأن أعراض الشيخوخة امر مؤقت, مثل الزكام يأتى ونعرف انه سيذهب.وإن لم يذهب فهو مجرد مغص, مجرد تقلص, تقلص فى قدرتهم. وعندما تقل حركتهم ويقل تركيزهم ويزدادون هزالا, لا نرى فى ذلك مقدمة لرحيلهم. أحيانا نفكر فى هذا الاحتمال بعقولنا, لكننا لا نشعر أنه شئ يمكن أن يحدث فعلا. حتى يصابون بنوبة مثل هذه, وفجأه تباغتنا حقيقة أنهم راحلون, إن لم يكن هذه المرة فالمرة التى تليها. ونبكى بحرقة, وينكسر شئ فينا ولا نعرف ما هو , ونكبر فى العمر فجأه. كأنهم يخلون لنا مكانا كنا نتركه لهم. كأنهم يقولون تعالوا, خذوا مكاننا, الان صرتم انتم الكبار, اما نحن فذاهبون. لعل هذا اكثر ما يصيبنا بالجزع, هذه هى الساقية التى لا تتتوقف : ستأخذكم الى أعلى, الى أعلى أكثر, ثم تغيبهم وتسحبنا نحن ماكنهم, ثم نتبعهم”


“وهو يفكر ، كم هو غريب مرض الوالدين ومن فى حكمهم؟! كأننا نأخذ وجودهم وصحتهم على أنها أمرٌ مُسلَّم به ، ومهما تقدم بهم العمر وتدهورت صحتهم نظل ننظر لهم كما كانوا ونحن صغار. وكأن أعراضَ الشيخوخةِ أمرٌ مؤقتٌ ، مثل الزكام. يأتى ونعرف أنه سيذهب ، وإن لم يذهب فهو مجرد مغص ، مجرد تقلص في قدرتهم. وعندما تقل حركتهم ويقل تركيزهم ويزدادون هزالًا ، لا نرى فى ذلك مقدمة لرحيلهم. أحيانًا نُفكر فى هذا الاحتمال بعقولنا ، لكننا لا نشعر أنه شئ يُمكن أن يحدث فعلًا. حتى يُصابون بنوبة مثل هذه. وفجأة تُباغتنا حقيقة أنهم راحلون. إن لم يكن هذه المرة فالمرة التى تليها. ونبكى بحرقة ، وينكسر شيءٌ فينا لا نعرف ما هو ، ونكبر فى العمر فجأةً. كأنهم يخلون لنا مكانًا كنا نتركه لهم. كأنهم يقولون تعالوا ، خذوا مكاننا ، الآن صرتم أنتم الكبار ، أما نحن فذاهبون. لعل هذا أكثر ما يصيبنا بالجزع. هذه هى الساقية التى لا تتوقف : ستأخذكم إلى أعلى ، إلى أعلى أكثر ، ثم تغيبهم وتسحبنا نحن مكانهم ، ثم نتبعهم.”


“كنتُ حتى هذا اليوم أتغافل عن الموت، وأتظاهر بأنه لا يعنينى فى شىء؛ أقرأ عن أناس ماتوا، أعرف أناسا مات لهم أقارب وأحباء، أتابع الأخبار وأشاهد جثث القتلى فى الحروب التى لا تنقطع، وكلها بالنسبة إلىّ أرقام وأحداث، مثل المذكِّرات التى أكتبها فى عملى أو الترجمة التى أقوم بها. كم مرة ترجمت أحاديث عن قتلى وجرحى بالجملة، دون أن أشعر بشىء، دون أن أشعر أنى أنا شخصيا معنىّ بالموت ! وحين مات أبى مسَّنى موته فى أعماقى، وكان أول أجراس الإنذار التى دقَّت فى حياتى القصيرة، لكنى تغاضيت عنه بعد ذلك لسنوات طويلة. ثم ماتت أمى، ومن هذا اليوم حل الموت ضيفا مقيما فى حياتى. كأنه كسر الباب الذى حمانى، وأصبحت حياتى مَشاعا له يرتع فيه صباح مساء. سيظل مقيما معى، يحصد أرواح من أحب، حتى يجىء دورى، ربما غدا أو بعد غد. سنرى. لا داعى لاستباق الأحداث. لأعُد إلى حكايتى.”


“صحيح أن الناس يطالبون بالحرية والمساواة والإصلاح، لكن ربما كانت هذه المطالب -كما يقول اللواء القطان- مجرد كلام يقوله الناس للتسرية عن أنفسهم دون أن يكونوا على استعداد لدفع ثمنها. قد يكون هذا هو الأمر: ليس الناس على استعداد لدفع ثمن ما يطلبونه، وسواء كانوا يعلمون بذلك أو لا فالواجب يقتضى عدم الاستجابة لمطالبهم، حماية لهم، والتظاهر بالعمل على الاستجابة لهم كيلا يشعروا بالإحباط. هى لعبة من التظاهر المتبادَل بين الحاكم والمحكوم، كما يقول القطان، مثل الوفاء والخيانة الزوجية، مطلب لا بد منه غير قابل للتحقيق، وشر لا بد منه، ومن إنكاره.”


“ظلت هناك قابعة تحت السطح، تدفع بأفكار ومشاعر وتمنع أخرى. هذه هى الأفكار التى عليك الحذر منها أكثر من أى شىء آخر تقوله لنفسك. هذه هى الأفكار التى تقولها لنفسك دون أن تسمعها، وغالبا ما يكون لها اليد العليا فى ما تفعله.”


“لا أعرف كيف سيكون رد فعلك على هذه التفاصيل، ومن المؤكد أنك لا تفكر فى أبيك فى مواقف كهذه.ولست متأكدا مما إذا كانت طريقتى هى الأفضل، لكن هذا هو اجتهادى. لا أريدك أن تكبر وأنت تظنّ أنىرجل كامل، لا أخطئ ولا يأتينى الباطل ولا أجاهد مثل الكل نزعاتى وغضبى وغرائزى. أريدك أن تنسىهذه الدعاية الزائفة التى تروجها كتب الأطفال، وأنت ترانى كما أنا، رجلا من لحم ودم، بأخطاء أحاولتجنُّبها وغرائز أحاول ترويضها وخير أصبو إليه فأصيبه حينا وأخطئه أحيانا. لماذا؟ لا لأنى مهتمّ بشرحصورتى بقدر ما أنى لا أريدك أن تحاسب نفسك أنت بمقاييس غير واقعية. لا أريدك أن تقيس سلوكك على ماتظن أنه كمال بشرى ممكن، أبوك، فتظل طوال عمرك تشعر بالقصور وبأنك لا يمكنك أن تبلغ ما بلغه أبوك.لا أنا كامل ولا عظيم بأكثر مما يمكنك أنت، بأخطائك وترددك وشكوكك وضعفك أن تكون. كلنا هكذا، وتَذكَّرهذا وإن نسيت كل شىء آخررواية بابا الخروج”