“لست أذكر كيف ومتى توالت الحوادث بعد ذلك، فقد جعلت الذكريات في رأسي تمحى في الوقت الحاضر.وكل ما أذكره في وطيس المعركة أن النقيب (الكابتن) ألميدا أقبل نحوي يسأل عن الأوامر. ولكن لم يكن هناك إنسان كي يصدر الأوامر. فقد علمت بعد حين أن فيديل كان وقتها يحاول عبثاً تجميع الرجال في حقل القصب المجاور، وكان يكفي من أجل الوصول إليه اجتياز العراء الفاصل بيننا وبينه. لكن المفاجأة كانت شديدة جداً، كما أن النيران كانت حامية الوطيس. ورجع أليمدا إلى جماعته ليهتم بأمرها، وفي هذه اللحظة ترك أحد الرفاق صندوقاً للرصاص عند قدمي، وعندما نبهته إلى ذلك أجابني بوجه أتذكره جيداً، بسبب الألم الذي ارتسم عليه، بكلام من هذا القبيل:"ليس هذا وقت صناديق الرصاص".هل سأكرس نفسي للطب أم لواجبي كجندي ثوري؟ربما كانت هذه أول مرة يواجهني فيها اللغز بعبارات عملية، فقد انتصبت أمامي حقيبة المعدات الطبية وصندوق الرصاص الذي تخلى عنه الرفيق، وكان ثقلهما يمنعني من حملهما معاً، فعليَّ إذاً أن أختار أيهما أحمل. وحملت صندوق الرصاص ثم توجهت إلى العراء الذي يفصلني عن القصب.”

إرنستو غيفارا

Explore This Quote Further

Quote by إرنستو غيفارا: “لست أذكر كيف ومتى توالت الحوادث بعد ذلك، فقد جعل… - Image 1

Similar quotes

“الطريق طويل ومليء بالصعاب. فأحياناً يجب أن نتراجع، إذ نقع في مأزق؛ وأحيانا أخرى، نفترق عن الجماهير، إذ نتقدم بسرعة كبيرة؛ وفي بعض المناسبات، نسير ببطء شديد ونشعر بلهاث أولئك الذين يتعقبوننا قريباً جداً ففي طموحنا كثوريين، نسعى إلى السير بأسرع ما يمكن، ونشق طريقنا، لكننا نعلم أننا نأخذ مادتنا من الجماهير وأن هذه الجماهير لن تستطيع التقدم بسرعة أكبر إلاّ إذا شجعناها بالإقتداء بنا.”


“إننا مقتنعون كل القناعة بأن الثورات لا تصدّر. بل تُولد في داخل الشعوب، فالثورات تتولّد من الاستثمار الذي تمارسه الحكومات ضد شعوبها. وبعدئذ يمكن مساعدة حركات التحرير أو الامتناع عن مساعدتها؛ وعلى الأخص يمكن مساعدتها أدبياً. بيد أن الأمر الثابت هو أن الثورات لا يمكن أن تصدَّر.”


“سأكتبُ هذه الكلمات المرتعشة ، وسأبسط رعدة قلبي في ألفاظها ومعانيها ، أكتب عن (..) ذلك الاسم الذي كان سنة كاملة من عمر هذا القلب ، على حين أن السعادة قد تكون لحظات من هذا العمر الذي لا يعدّ بالسنين ولكن بالعواطف ، فلا يسعني لا أن أرد خواطري إلى القلب لتنصبغَ في الدم قبل أن تنصبغ في الحبر ثم تخرج إلى الدنيا من هناك بل ما يخفق وما يزفر وما يئنّ . " من هناك" ! آه . من ترى في الناس يعرف معنى هذه الكلمة ويتسع فكرهُ لهذا الظرف المكاني الذي أشير إليه ؟ إنّ العقل ليمد أكنافه على السموات فيسعها خيالا كما ترى بعينيك في ماء الغدير شبكة السماء كلها محبوكة من خيوط الضوء ، مفصّلة بعقد النجوم . ولكن هناك ؛ في القلب ؛ عند ملتقى سر الحياة وسر محييها ؛ في القلب ؛ عند النقطة التي يتقطع فيها الطرف بينكَ وبين من تحب ، حين تريد الجميلة أن تقول لك أول مرة أحبك ؛ ولا تقولها . هناك ؛ في القلب ؛ وعند موضع الهوى الذي ينشعب فيه خيط من نظرك وخيط من نظرها فيلتبسان فتكوّن منهما عقدة من أصعب وأشد عقد الحياة . هناك ؟ هذا معنى "هناك " .”


“يجب أن يكون المرء إنسانيا كثير الإنسانية، وأن يتمتع بحس عظيم من العدالة والحق كي لا يقع في الجمود العقائدي المتطرف.”


“ستلاحظون بلا شك كم هو مقيت أن يجتمع المرء بشخص لا ينفك يغمز بعينيه، و يلوي بفمه. و لكن هل لكم أن تتصوروا أمثال ذلك الشخص و قد انضموا إلى ناد..؟. لا حاجة بي إلى هذهِ المبالغات، و إنما تكفي ملاحظة بعض الأسر الكبيرة حيث يتشابه أفرادها في بعض الملامح و الايماءات و النبرات المعينة. حدث لي أن وقعت في حب امرأة (بالسر طبعًا)، و هربت مذعورًا من مجرد احتمال أن أتعرف إلى أخواتها. و في مناسبة أخرى حدث لي أمر مريع، إذ وجدت في امرأة ملامح ممتعة جدًا، و لكن، ما أن تعرفت إلى شقيقتها حتى أصابني الغم و الخجل لمدة طويلة، فالملامح ذاتها التي بدت جميلة في تلك، ظهرت في أختها بارزة و مشوهة بشكل يكاد يكون كاريكاتوريًا، و تصوّر هذا التشويه لجمال الأخت ولّد لديَّ، إلى جانب هذا الشعور، احساسًا بالخجل، كما لو كان يقع علي، إلى حدٍ ما، تبعة من جراء ما تسلطه الأخت من ضوء خفي ساخر، على المرأة التي اعجبت بها جدًا.”


“الموت.إنّ أحدنا ليفكر كثيراً خلال مسيرة الحياة بأنه في يوم ما، بعد سنوات، بعد شهور، بعد أسابيع أو بعد أيام تحضيرية، سيصل بدوره إلى عتبة الموت. إنه القانون المحتم، المقبول والمنتظر، مهما اعتدنا السماح لأنفسنا بحمل الرّضا في الخيال عن هذه اللحظة، العليا بين جميع اللحظات التي سنلفظ فيها نفسنا الأخير.ولكن، في هذه اللحظة الأخيرة في هذا النفس الأخير، ماذا عن الأحلام والقلق والآمال، والآلام التي كانت موضع اعتداد في حياتنا!ما الذي ما زال يخبئه لنا هذا الوجود المليء بالقوة قبل زواله من المسرح الإنساني!هذا هو العزاء والمتعة والسبب في شرودنا الجنائزي:أبعيد جداً هو الموت، وغير متوقع هذا الذي بقي علينا أن نحياه.”