“ماذا تسمي ما يقوم به العلماء الذي يخترعون قنابل الفناء، والسياسيون الذين يخوضون الحروب، والمثقفون والكتاب الذين يعرفون الحقيقة ويخافون الجهر بها؟ أليس كل هذا مومسة؟”
“.. رأيي أنه لا يمكن أن تظهر أعمال أدبية عن أكتوبر .. أرفض أن يجلس كاتب في القاهرة ويكتب رواية عن الحرب .. الأفضل والأشرف لنا نحن سكان القاهرة أن نكتب عن قضايانا هنا بروح أكتوبر العظيم ، أما الكتابة عن الحرب فلابد أن يقوم بها أحد الذين عاصروا هذه الحرب هناك ؛ فهو أقدر وأكثر فهماً واستيعاباً منا .”
“ماذا كان حامد هذا قد فعل ليتجمعوا حوله بتلك الطريقه المذهله ؟وهل لأنه قتل فرنسيا انتقاما لمصرع زميله الفلاح يرفعونه الى درجة كبيره من التقديس !!أم لأنه تحرك في وقت كانت الناس في حاجه لأن ترى فيه واحدا يتحرك كي تنطلق من عقالها وتندفع في كل أتجاه ؟”
“والدنيا ماضية به و بهم تبيع لهم العيش بالميزان، وتنقص كل يوم في الميزان ، وانما هي الدنيا و السلام!”
“إن المذنب لا يحسد البرئ، إنه يكرهه، ويحس به كأنه ضميره، و كأن الضمير هو الجزء البرئ في قلب المذنب، وسناء، ذلك الركن الخامس في المكتب، كانت قد أصبحت كالضمير المقيم الذي لا يتحرك، و الذي لا تخفى عليه خافية، و الذي يقابل كا ما يدور حوله بالصمت و السكون .. ليتها كانت تتكلم أو تنصح أو حتى تشتم ، ليتها تفعل شئ إلا أن تسكت .. و الكارثة أنها ضمير مؤنث ، إن الرجل لا يخجله كثيرا أن يرتكب الخطأ أو الحماقة أمام زميله الرجل ، و لكنه يخجل ببشاعة أمام الأنثى ، أي أنثى . ـ”
“ما فائدة البنادق و الرصاص ؟ ألكي تخضع هؤلاء الناس بقتل بعضهم ؟ و ما فائدة القتل في قوم يحبون قتلاهم و موتاهم ؟ في قوم يخلقون من الميت الواحد مئات الأحياء و يخلقون لكل حي بعد هذا الاف الأولاد .؟”
“مصيره معروف .. إنه يدرك هذا ، معروف له وللقاضى وحتى للشحاذ الذى يدعو له كلما لمحه هابطا من عربة السجن إلى المحكمة .. الإعدام. فليكن ! أبدا لم يفكر أن هناك موتا بمعناه الذى تعارف عليه الناس ، ولا خاف مثلهم منه. لكم أحبه قبل الحادث وابتغاه فى أثنائه وبعده. كلما غور ببصره فى أعماق رحلة الخلد التى سوف يقطعها به إذا استشهد ، أحس أن الناس لابد مجانين لتمسكهم بحياة خرقة بالية .. وستبلى أكثر مليئة بالأوحال والأقذار ، لا تصلح حتى لتلميع حذاء. وأعظم شئ يصنعه الإنسان بها أن يقذفها بأطراف أصابعه ، بعيدا كى يزيحها عنه وعن طريق الخلود.”