“لماذا لا تكون الراحة إلا بعد توالى الزفرات الحرى؟”
“لماذا حرصت على المجيء مبكرا؟ لماذا جاء هؤلاء الذين لا أعرفهم قبل الموعد مباشرة؟ إنها عدم الثقة المترسخة داخلنا، باستمرار نتوقع خللا ربما لأن المواعيد لا تحترم.”
“لم تزل ماثلة في بالي، تعرف أننا إذ نستعيد ما قيل بعد الإنقضاء نذكره في جملته وليس في تفصيله، نراه بعد إنقضاء الوقت بمعناه وليس بنصه، وبعد توالي المدة في أثر المعنى يتضاءل المشهد، تذوي التفاصيل، لا يبقى إلا الرحيق، الشذا، سنا هيّن واهن.”
“لا يغير مصير الإنسان إلا إمراة”
“السفر الحقيقي يقصد منبعاً أو مصدراً، وما المدن الكبرى القصية إلا استثناءات حتى لو انقضى العمر كله في نواحيها. لابد من تعيين وتحديد، المرء تربطه دائماً صلة بالبقعة التي فتح فيها عينيه على الدنيا، مسقط الرأس ليس موضعاً، إنه مدخل المرء إلى الكون ومخرجه أيضاً، إنه بدء التناقض المؤدي إلى اكتمال. لا يكون رحيل إلا بعد تمام.”
“ألا يشبه ذلك الإنسان؟ لا يرى نفسه إلا عند تمام انفصاله، عن وقته، عن موضع ارتبط به، عن قوم أحبهم وأحبوه، كل اكتمال من تضاد أو مفارقة، لننظر إلى صلته بصوته، لا يصغي إليه وقت النطق، يستوعبه بعد الفوت وإذا يجيء من الخارج، عندما يستمع عبر الآلة يبدو غريباً، مبتوتاً، كأنه صادر عن آخر.”
“مايجئ فجأة يذهب بغتة وبقدر معاناة الظهور تكون مدة البقاء لا شئ يبقى الثوابت زائلة أيضا”