“أن المعرفة "الذهنية" ليست هي المعرفة التي يريدها أو يعترف بها الإسلام. فإنها معرفة سطحية وميتة، لا تفعل شيئًا في واقع الحياة، ولا تؤثر شيئًا في سلوك الإنسان. وإذن فوجودها كعدم وجودها سواء. بل ينبغي أن تنتزع البذرة الفاسدة كلها بما بقي فيها من أجزاء سليمة، وتستنبت البذرة السوية كلها من جديد.”
“وكون الإنسان عربيًا، أو تركيًا، أو هنديًا، أو أندونيسيًا، أو ما شاء الله له أن يكون مسألة تتعلق بالمولد في القوم معينين، يقطنون أرضًا معينة، ولهم لسان معين .. وتلك مسألة لا إرادة للإنسان فيها، ولا يتدخل الإسلام في شأنها، ولا يقول لأحد أقطع انتمائك إليها.وقد ظل سلمان الفارسي -رضي الله عنه- يسمى في الإسلام "سلمان الفارسي"، وصهيب يسمى "صهيب الرومي"، و"بلال" يسمى "بلال الحبشي"؛ لأن هذه الإنتماءات ذاتها أصطبغت بالإسلام، فأصبحوا كلهم مسلمين، وإن أختلفت ألوانهم ولغاتهم وأصولهم .. فلم تعد تلك الإنتماءات حاجزًا يحجز المسلمين عن الآخر، أو يفصله عنه، أو يثير في نفسه شيئًا يعتز به خلاف الإسلام.”
“ما حدث في بعض العهود الإسلامية من الرق في غير أسرى الحروب الدينية، ومن نخاسة واختطاف وشراء لمسلمين لا يجوز استرقاقهم أصلاً، فإن نسبته إلى الإسلام ليست أصدق ولا أعدل من نسبة حكام المسلمين اليوم إلى الإسلام بما يرتكبونه من موبقات وآثام”
“إن الطاقة النفسية كلها.. فيما عدا خطوطاً قليلة جداً .. محايدة بين الخير والشر. لا لون لها في ذاتها. ولكن التوجيه الذي يقع لها هو الذي يحولها إلى طاقة خيرة أو طاقة شريرة........... والإنسان بعد من أعظم معجزات الخلق: لا هو بالملاك ولا بالشيطان. ولكنة مشتمل عالخير والشر، وقادر في لحظات الأرتفاع أن يصبح كالملائكة، وقادر في لحظات الهبوط أن يصبح كالشياطين.”
“الرأسمالية التي تقوم اليوم في العالم الإسلامي بأبشع مظاهرها، فليست من الإسلام، وليس الإسلام مسئولاً عنها. لأن الناس لا يحكمون بالإسلام في حياتهم في قليل ولا كثير !”
“الدين لم يطالب الإنسان - من أجل أن يؤمن بالله - أن تفكر في الذات الإلهية التي يعجز عن الإحاطة بها , إنما طالبه بالتفكر في آيات الله التي تستجيش النفس بدلالاتها الواضحة على تفرد الله سبحانه وتعالى بالألوهية والربوبية فيؤمن الإنسان بالله الواحد الذي لا شريك له , ثم تستقيم حياته بمقتضى ذلك الإيمان .”
“إن الأشياء لا تقاس بوجودها أو عدم وجودها في عالم الحس. وإنما تقاس بمقدار ما توجد في عالم النفس، وبالمساحة التي تشغلها من المشاعر والأفكار والسلوك.”