“أترى لو بعث نبى من الأنبياء اليوم وجاء يهدم دينه الدى أتى به قديماَ , ماذا يكون شأنه . أيصدقه الناس بسهولة أم تراهم يرجمونه بالحجارة ويرمونه بالكذب والجنون ؟؟ أن تمسك الناس بالوهم الذى اعتادوه لأقوى من كل حقيقة .”
“إن الرسل والأنبياء ينبغي أن يتركوا سماءهم ويهبطوا إلى الأرض كي يصعدوا بالبشر. هنا قوة الأنبياء والرسل. وهنا التجربة القاسية والامتحان الصارم الذي كتب عليهم أن يجوزوه. فعلى الرسول أن ينزل بين الناس ويمر بأدرانهم، كما يمر شعاع الشمس بدود الأرض وحشرات التراب، ويخرج من بينها وضاءً نقيا لم يعلق به من القذر شيء. ـ”
“إن المسئول عن انهيار مملكة السماء هم رجال الدين أنفسهم ! ... أولئك كان ينبغى لهم أن يتجردوا من كل متاع الأرض، و يظهروا فى زهدهم بمظهر المنتظر حقاً لنعيم اَخر فى السماء ... لكنا نراهم هم أول من ينعم بمملكة الأرض، و ما فيها من أكل طيب يكنزون به لحماً، و خمر معتق ينضح على وجوهم المورة، و تحت إمرتهم : السيارات يركبونها، و المرتبات يقبضونها ! ... إنهم يتكلمون عن السماء، و كل شئ فيهم يكاد ينطق بأنهم يرتابون فى جنة السماء، و أنهم متكالبون على جنة الأرض. هؤلاء هم وحدهم الذين شككوا الناس فى حقيقة مملكة السماء ...إن كل ما بناه الأنبياء بزهدهم الحقيقى، و جوعهم، و عريهم، مما أقنع الناس بأن هؤلاء الرسل هم حقاً ينتظرون شيئاً فى العالم الاَخر .. جاء هؤلاء فدمروه! و كانوا أقوى دليل على كذب مملكة السماء، و خير دعاية لمملكة الأرض ... و أنسوا الناس بانغماسهم فى هذه الحياة، أن هنالك شيئاً اَخر غير هذه الحياة ! إيفان لـ محسن فى رواية "عصفور من الشرق”
“إن الحب قصة لا يجب أن تنتهى ..إن الحب مسألة رياضية لم تحل ..إن جوهر الحب مثل جوهر الوجود لابد أن يكون فيه ذلك الذى يسمونه "المجهول" أو "المطلق" ..إن حمى الحب عندى هى نوع من حمى المعرفة واستكشاف المجهول والجري وراء المطلق ..ماذا يكون حال الوجود لو أن الله قذف فى وجوهنا نحن الآدميين بتلك المعرفة أو ذلك المطلق الذى نقضى حياتنا نجرى وراءه ..؟ لا أستطيع تصور الحياة حينئذ ..انها ولا شك لو بقيت بعد ذلك لصارت شيئا خاليا من كل جمال وفكر وعاطفة ..فكل ما نسميه جمالا وفكرا وشعورا ليس إلا قبسات النور التى تخرج أثناء جهادنا وكدنا وجرينا خلف المطلق والمجهول”
“ما الذى روّعه ؟ أهو منظر العظام قى ذاتها، أم فكرة الموت الممثلة فيها، أم المصير الآدمى و قد رآه أمامه رأى العين ؟و لماذا لم يعد منظر الجثث و العظام يؤثر فى مثلى و فى مثل الطبيب ، و حتى فى مثل اللحاد أو الحراس هذا التأثير ؟ يخيل إلىَّ أن الجثث و العظام قد فقدت لدينا ما فيها من رموز. فهى لا تعدو فى نظرنا قطع من الأخشاب و عيدان الحطب و قوالب الطين و الآجر. إنها أشياء تتداولها أيدينا فى عملنا اليومى. لقد انفصل عنها ذلك الرمز الذى هو كل قوتها؟..ما مصير البشرية و ما قيمتها لو ذهب عنها الرمز ... "الرمز" هو فى ذاته كائن لا وجود له. هو لا شئ و هو مع ذلك كل شئ فى حياتنا الآدمية. هذا اللا شئ الذى نشيد عليه حياتنا هو كل ما نملك من سمو نختال به و نمتاز على غيرنا من المخلوقات.”
“يخيل إليَّ أن من الناس من يلقي الكلمة يدفع بها عن نفسه فإذا فيها الاتهام الصارخ و لعل كل منهم يحمل في طيات كلامه دليل إجرامه ، كما يحمل المريض في دمه جراثيم دائه !!”
“إنه يعلم أن المعتزلة اليوم قليل ؛ ولكم يشعر بحب وتقدير لأولئك الذين لا تطيب لهم السكنى إلا داخل أنفسهم ؛ ذلك أن قليلا من الناس من يملك نفساً رحبة غنية يستطيع أن يعيش فيها , وأن يستغني بها عن العالم الخارجي .. إنه يعتقد دائما أن الزاهدين الحقيقيين ليسوا إلا أناساً , لهم نفوس كالفراديس , تشقها الأنهار , وتنيرها الشموس , وتتلألأ فيها الكنوز ؛ فهي عالم من الفتنة والسحر , لا نهاية لبدائعه وأسراره !”