“ولون آخر داكن يتكون من: حمرة الدم، وسواد شظايا البازلت الذي يقطعه العبيد بدانات المدافع، وبُنِّيِّة صدأ القيود حول الأعناق وفي الأقدام.. وعتمة بطون بيوت العبيد وأجواف السفن التي تعبر بحر الظلمات، وسواد قلوب المجرمين الذين لم يكفوا عن تجارة العبيد حتى الآن، وإن بأشكال أخرى، حداثية، وما بعد حداثية.”
“في الوقت الذي ابتزت فيه اسرائيل, ولا تزال, اوروبا والغرب عموما, وحصلت على كل شيء من الأباتشي الأمريكية حتى القنابل النووية الفرنسية, تعويضا على ما اقترفه النازي من جرائم مشكوك في صحتها ودقتها, تجاه اليهود, وتعويضا عن شتاتهم الذي صنعوه بأنفسهم, فان أكبر وأفظع شتات وعذاب في التاريخ الانساني هو الشتات الأسود الذي أخرج ما يقدره الباحثون بستين مليون إفريقي مات معظمهم في الطريق, هذا الجرم المشهود الذي صنعته تجارة العبيد بأياد اوروبية, عبر الأطلسي, ومن أجل ازدهار مزارع السكر والقطن في أمريكا, لا ينال أكثر من اعتذار خافت !!”
“الذي أدريه الآن يقيناً، أن من يصعد إلى هذا المرتقى يوماً، لا يعود كما كان من قبل الارتقاء، ويظل يهفو أبداً إلى هذا الارتقاء، لهذا لم أعد أرى في جنون متسلقي قمم الجبال جنوناً، بل هي رغبة مطلقة في الانعتاق من شقاء العالم الأرضي وملامسة مطلق النقاء الذي لم يمسسه بشر أو لم يلوِّثْه بعد.”
“إنها لم تذهب إلى أي مكان آخر، لكن الأماكن هي التي تذهب بذهاب من نحبهم عنها”
“تكتشف أنك لا تصلح أبدا لأن تكون قاتلا ,بينما انت مرشح بجدارة لأن تكون قتيلا ,قتيلا بكل ملابسات الأوتار الإنسانية التي مازالت ترتعش في قلبك .فأنت لن تبادر أبدا بإراقة دم حتى من يتأهب لقتلك وما هواجسك عن أن تكون قاتلا إلا أوهام يائسة يأس الكائنات الأليفة الخرساء التي تعض عندما يجتاحها ألم ساحق تعجز عن رده او حتى مجرد التعبير عنه ,تعض ربما لكنها لا تفترس أبدا ”
“وما إن أركب حتى يفتح السائق ميكروفونات الراديو أو التسجيل على آخرها لقارئ من هؤلاء الذين يرسلون القرآن بأصوات متصحرة وبطريقة «زنَّانة» أحادية النبرة لم أحبها أبدا لتلاوة كتابنا الأقدس العزيز البليغ، وتشعرنى بالفجيعة للتغييب المريب لأصوات شيوخ المقارئ المصرية الرائعين: عبدالباسط والمنشاوى والشعشاعى والحصرى، وغيرهم.”
“ويبدو أن الحرية تمنح الأرض - حتى الأرض - والناس جمالا، فبرغم ما يقال عن أن راجستان هي أكثر ولايات الهند فقرا، فإنني لم أر الفقر الذي يعني لديّ ضآلة الأرواح وانطماس الوجوه والضوضاء والقذارة. لا شيء من ذلك في راجستان، برغم أن نحافة الأعواد أكثر، ورقة الحال أشد.”