“قول النبي ( الحمد لله الذي رد إلي روحي وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره)نقف طويلا عند قول الرسول الوأذن لي بذكره . ..أرأيت أدب العبودية في شمائل العابد الرقيق ؟ إن منحه يوما جديدا إيذان له باستئناف العبادة من مطلع الفجر”
“كان الرسول صلى الله عليه وسلم يرغب أمته في استقبال الليل بكيان نظيف فيقول : ( طهروا هذه الأجساد طهركم الله تعالى فإنه لا يبيت أحد طاهرا إلا بات في شعاره ملك يقول : اللهم اغفر له فإنه بات طاهرا”
“لقد تحولت الصلاة في سيرته من تكليف تصحبه المعاناة إلى سعادةتستريح لها النفس وهو القائل :( وقرة عيني في الصلاة”
“ونتساءل بعدئذ عن علاقة محمد صلى الله عليه وسلم بالدنيا ؟ أكان يحبها أم كان يعافها ؟ ونجيب أنه كان يعرف الدنيا معرفة الخبير ويتذوقها تذوق المعافي السليم بيد أنه كان مشغولا عنها بما هو أعظم وأشرف . إن المجد الإلهي استغرقه , فجعل في الصلاة قرة عينه وفي الصيام مسرح روحه وفيما عند الله شغلا عن كل جاه يسعى إليه طلاب الجاه.”
“إننا نحيا في ضوء إيمان قدمه لنا سلف صالح، فلماذا نستكثر أن تحيا الأخلاف المقبلة في ضوء ما نقدم من كفاح؟ وأن يطوينا الليل لتنعم هى بتباشير الصباح؟ لعل ذلك الذي نقرره هو سر الأمر الحاسم في قول الله لنبيه: ( فاصبر إن وعد الله حق فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون )”
“وكلمة الخروج على الحاكم كانت قديمًا تعنى شهر السلاح في وجهه، ولا أظن أحدا ينتظر من الإسلام أن يبيح هذا الحق لمن يشاء متى يشاء، وكل ما ذكره الإسلام في إطفاء بذور الحرب الأهلية قول الرسول: “ستكون هنات وهنات، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهى جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان “، وهذا حديث لا غبار عليه، وأرقى الأمم الدستورية تعمل بوحيه في أيام حربها وسلامها، فإن حق الثورة المسلحة ليس كلأً مباحا يرعاه كلُّ غضبان، أما اعتبار المعارضة المشروعة خروجًا على الدين وحكومته يُقتل من أجلها المعارض استدلالاً من الحديث السابق فهو ما لا موضع له في أدمغة العلماء؛ إن السفلة من الحكام قتلوا كثيرًا من الناس جريًا على طبائع الاستبداد لا اتباعا لأحكام الله، فلا ينبغي الاعتذار للمجرمين بأنهم تأولوا آيات الكتاب وأحاديث الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ فهم لا يعرفون لله حقًّا، ولا لرسوله حرمة، وقبيح بنا هذا الانتحالمن هنا نعلم”
“ليس شرف الإنسان بمدى سطوته في الأرضبل بمدى تنمية مواهبه العليا و ملكاته الرفيعه”