“خطوة واحدة تجاه العمل، مجرد خطوة استعداد ليس أكثر،فإذا بالحواجز والأشباح والحشود ترتفع في وجهي، ولسانحالها يقول: النقاهة فرْضُكَ، والراحة سجْنُكَ”
“إن لحظة فائقة فى الحياة, فائقة فى نشوتها, فى تحررها من الزمن مازالت مؤجلة فى المستقبل ودوما مرهونة بأن وقتها لم يحن بعد. أراها تراقبنى وأنا أتدرب عليها. هذة المراقبة تفسد تدريبى, وتمتص حاضرى. فإذا كانت اللحظة الفائقة لم تحدد لى تدريبا بعينه, ولم تعدنى بشئ سوى صمتها, وهو لى أكثر من كاف ألا تكون الحياة كلها تدريبا على اللحظة الفائقة. هكذا قد ينتفى معنى التدريب وتنتفى معه القدرات المكتسبة. إنها لحظة ظالمة, لكنه ظلم عادل. أحيانا يخيل لى أن هناك من ليس له الحق فى أن يموت لأنه لم يتدرب جيدا, لكن الظلم العادل هو ضابط نغمة الأبدية.”
“ليس هناك فكاك من هذا التصور . انا فى وسط جزيرة. كما ان هناك اخرين فى جزر مشابهة. لا أحد يعرف السباحة أو يحبها أو يحلم بتعلمها. والحال أن كل واحد منا يقبع فى وسط جزيرته يفكر فى الاخر.يفكر أن الاخر يعرف السباحة ويحبها ويتمرن عليها يوميا فى الأزرق الكبير. ولهذا ينتظر كل واحد منا ضيفا من جزيرة مجاورة. أنتظار تلك الزيارة يبتلع المستقبل كله. ومع الوقت ينسى الضيف. ويبقى الأنتظار بكل سكونه مفتوحا على المستقبل. ولو زار أحدكم جزرنا لخدع وهو يقول .لا أحد فى تلك الجزر الموحشة. لا أثر لحياة هنا. لكن قبل أن تقول ذلك. دع الصمت يأخذك الى جذع شجرة سميك. اننى أوصلك بها”
“البرنوجرافيك هو القاتل الخفي لكل أملٍ فني في مشهد الحب. إن معركة الفنان الحقيقي ليستْ مع مشهد الحب، بل مع ما قبل مشهد الحب، ومع ما بعد مشهد الحب. إن مشهد الحب الكبير في السينما والأدب موجود فقط كي يتم تجاوزه، هو في حقيقته مشهد فارغ، لكنه فراغ لا ينفي العمق، فراغ يجعل الأشياء تدور من حوله، على محيطه إلى أن يبتلعها كثقب أسود.”
“فكَّرتُ أنني لا بد من أن أكون في رحلةٍ،وأنني لن أكون ما أنا عليه حقاً، أي ماأنا عليه بالفعل قبل بدايتها، إلا في نهايتها،وفكَّرتُ أيضاً أن رحلتي لتلك النهاية لنتكون إلا بلقاءٍ مع مَنْ أصبح هو نفسه مرتين،مرة قبل بدايتها، ومرة بعد نهايتها..”
“تخضع حياتي اليومية لتكرارات عقلية وجسدية،تدور التكرارات في حيز مكاني ضيق،وهي تحدث دائماً بصيغة الجمع،أي أنني لا أذكر للتكرار مرةً أولى أو ثانية،ولا أذكر أيضاً كيف تراكم فوق الكتفين،... يبدو أن التكرار في مرته الأولى أو الثانية أو حتى الثالثة،كان اختلافاً، كان يلمع ببريق البداية، ويحدث تحت مبدأ الندرة”
“إن الحياة تدور فى دوائر مغلقة،والذين يحيون فى دائرة بعينها، تحت آلام وخيبات بعينها، وحدهم يفهمون بعضهم بعضا، نظراً لطبيعة الدعم المتبادل بينهم، وهذا الدعم بين المتألمين الخائبين، يتراوح بشدة بين السادية المطلقة إلى المازوخية المطلقة،وصولاً للصمت المطلق من قِبَل طرف متألم أمام طرف خائب، إذ يجتمع أحياناً للطرف الواحد الألم والخيبة، وأحياناً أخرى يقتصر الطرف الواحد على الألم وحده، أو الخيبة وحدها، وفى هذا التّماس بين الدوائر، قد يحدث، وان كان نادراً، أن يأخذ الطرف المتألم حمولة الخيبة من الطرف الخائب، الذى يأخذ بدوره حمولة الألم من الطرف المتألم.”