“ليعلم فرسان القلم أن الجماهير تخضع دائما لقوة الكلمة , و أن الحركات الكبرى هى حركات شعبية بل انتفاضات بركانية لما يعتلج فى نفوس البشر , يثيرها تارة اله البؤس الذى لا يرحم وطورا تثيرها مشاعل الكلمة اذا القيت وسط الجماهير ....... ولكنها ليست بحال من الأحوال وليدة الاسلوب الانشائى المنمق أو من صنع أبطال الصالونات .”
“ما نسميه " الرأى العام " لا يرتكز دائما على الخبرة الشخصية ومعرفة الأفراد معرفة حقيقية , فهو فى الغالب خاضع لتأثير الدعاوة التى توجه يوما فيوما وتنفث سمومها فى دمه دون أن يشعر . ان الصحافة هى التى تتولى تنشئة الجمهور سياسيا بما تنشر من أخبار وتبث من اراء.”
“ان رجلا يتهرب من تحمل مسؤولية عمل ويبحث دائما عمن يغطيه ليس له من الرجولة أكثر من الأسم , انه جبان . بل حقير . والأمة التى يكون زعمائها من هذا الطراز لا تلبس أن تعانى أوخم النتائج.”
“لا يحق لدولة أن تفرض احترامها على الشعب عندما تعبث بالمصالح العامة وتتعمد الحاق الأذى بهذا الشعب . و أن سلطة الدولة لا يمكن أن تكون غاية بحد ذاتها , والا كان كل طغيان مكرسا ومقدسا . وعندما تقود الحكومة الشعب الى الخراب بشتى الوسائل والامكانيات يصبح عصيان كل فرد من أفراد الشعب حقا من حقوقه, بل واجبا وطنيا .”
“ظاهرة فاضحة ترافق الحياة البرلمانية هى أن الزعيم ليعد نفسه محظوظا اذ يدعى الى اتخاذ قرارات هامة فيجد الأكثرية مستعدة لتغطيته . ويكفى للحكم بفساد النظام البرلمانى أن تقع العين مرة واحدة على أحد لصوص السياسة وهو يستجدى بقلق , وقبل أن يتخذ قراره , موافقة الأكثرية على هذا القرار , مؤمنا بذلك العدد اللازم من الشركاء حتى اذا قام من يناقشه الحساب تنصل من كل المسؤولية”
“لقد أدركت و أنا أتبع الحركة الاشتراكية الديموقراطية أن السواد هو فى متناول القوى , يفضل الانقياد الى من يسوده على التعاون مع من يمد يده اليه , ويطمئن الى عقيدة لا يتسع صدرها لقيام عقيدة اخرى حيالها , وتنسيه المظاهر الخارجية الفارغة أنه مستعبد عقليا وروحيا وجسديا و أن حريته الانسانية تعبث بها أيدى الذين يسودونه.”
“أليس من سخرية القدر أن يفصل الجهلة فى القضايا السياسية الخطيرة مثلا لتضيع اراء الصفوة فى زحمة الثرثرة والصراخ ؟. أليس من العار أن تترك مقدرات أمة تحت رحمة مواطنين يتصرفون بهذه المقدرات بخفة ومجون كما لو كانو يلعبون الورق؟؟؟”