“وما أعرف شيئاً يدفع النفس-ولا سيما النفوس الناشئة- إلى الحرية و الإسراف فيها احياناً كالأدب”
“ولكن السحابة تسعى متثاقلة متباطئة في جدٍ مع ذلك و تصميم، وقد قَدّمت بين يديها نذرا لم تسمع لها مصر و لم تصغ إليها، وما تزال السحابة في سعيها تسبقها ظلمات، و تكتنفها ظلمات، و تتبعها ظلمات، حتى تبلغ وادي النيل فتطبق عليه إطباقاً؛ و إذا هي تحجب عنه الضوء، و تصدّ عنه النسيم، و تضطره إلى حياة فيها البؤس كل البؤس، و فيها الشقاء كل الشقاء، وفيها العودة إلى ذل كانت مصر قد برئت منه، و إلى خمول كانت مصر قد حطّت عن نفسها أثقاله، والى يأس كانت مصر قد فرجته عن نفسها تفريجا؛ و إذا نفوس تزهق، ودماء تراق، و آمال تُحطم، و عزائم تُفل، و قلوب يملؤها القنوط، و وجوه يغشيها العبوس، و ثغور كانت تبتسم فمُحِي عنها الابتسام محواً، و إذا حزن متصل و يأس مقيم، و إذا أمور مصر ليست إليها، و إذا هذه الأسباب التي كانت مصر تمدها موفقة إلى مجد جديد تقطع تقطيعا، و إذا السلاسل و الأغلال تفرض على هذا الشعب الذي كان قد حطم السلاسل و الأغلال”
“ما أسهل المكر حين تتهيأ له النفس ! وما أيسر الكيد حين يطمئن إليهِ الضمير !”
“ما دام في الأرض سادة يملكون مئات الألوف، وخدم لا يملكون شيئاً وفرص للهو ينفق فيها المال فكل العصور واحدة وإن طال الزمن”
“إياك و الرضى عن نفسك فإنه يضطرك إلى الخمول، وإياك والعجب فإنه يورطك في الحمق، وإياك والغرور فإنه يظهر للناس كلهم نقائصك كلها ولا يخفيها إلا عليك...”
“ و سلك حديثي هذا سبيله إلى قلب أختي كما يسلك النور و الحياة سبيلهما إلى نفسها”
“هيهات وكيف تستقيم الأمور لرجل يسامر ظلمة الليل التى تغشى الأبصار وظلمة الخمر التى تغشى البصائر ؟ الم انبئك بأنه حبه لهذه الظلمات قد أفسد عليه حياته الروحية ودفعه الى الإسراف فى سوء الظن بنفسه وبالناس .. ومتى استقامت الأمور لمن يقيم حياته على الإسراف فى سوء الظن بنفسه وبالناس”