“إن مشكلة اللامنتمي ليست جديدة، ذلك لأن لورنس يلفت نظرنا إلى أن تاريخ الأنبياء يتبع نموذجاً معيناً، فيولد النبي وسط الحضارة، ويرفض مقاييسها عن الوجود المادي الممتاز، ويعود إلى الصحراء.ثم يعود ليبشر بنبذ العالم، بالشدة الروحية ضد الطمأنينة الجسدية.شقاء اللامنتمي إذن هو شقاء الأنبياء، إنه ينسحب من غرفته كالعنكبوت في الزوايا المظلمة، ويعيش وحيداً، راغباً عن الناس.”
“نرى في "الحياة السرية" أن اللامنتمي منفصل عن الآخرين بذكائه الذي يحطم قيم الآخرين بلا رحمة، ويمنعه عن التعبير الذاتي (فرض نفسه) لعدم استطاعته استبدال تلك القيم بقيم جديدة، فمشكلته إذن هي مشكلة ايكليزياستس: لا شيء يستحق بذل أي مجهود.”
“القرد والإنسان يستقران في جسد واحد , فإذا تحققت رغبات القرد أختفى ليحل محله الإنسان الذي يشمئز من شهوات القرد تلك هي مشكلة اللامنتمي”
“وضع برنارد شو إصبعه على الحاجة الحقيقية في مقدمة "العودة إلى ميتوشالح" :"دع الكنائس تسأل أنفسها: لماذا لا تحدث ثورة ضد قوانين الرياضيات كما تحدث ضد الدين؟ ليس ذلك لأن قوانين الرياضيات مفهومة أكثر. إن قانون إكمال المربع هو غير مفهوم بالنسبة للإنسان العادي تماماً كما لايفهم هذا الإنسان نفسه العقيدة "الاثانيزية"، وليس هذا لأن العلم خال من السحر والأساطير والمعجزات وتواريخ الحياة التي يفاخر بها "الأصدقاء" ببطولاتهم وقدسياتهم، ومن التافهين والفارغين الذين يدعون بأنهم مكتشفون، بل على العكس، فإن تصورات وقدسيات العلم كبيرة جداً وحقيرة بقدر كثرتها.إلا أن طالب العلوم لم يتعلم أن قانون الوزن النوعي يتألف من الاعتقاد بأن أرخميدس قفز من الحمام وركض عارياً في شوارع سيراكوز صائحاً: وجدتها وجدتها، أو أن قانون إكمال المربع يجب أن ينبذ إذا استطاع أحد أن يثبت أن نيوتن لم يدخل بستاناً في حياته...إننا نجد في الرياضيات والفيزياء أن الإيمان مايزال نقياً، وبإمكانك أن تتمسك بالقانون وتترك الأساطير دون أن يتهمك أحد بالهرطقة...”
“المبدعون ليسوا رجالا ولدوا وفيهم العبقرية بل هم رجال تمكنوا سواء عن طريق الحظ او الجهد ان يتخلصوا من انحلال ميكانيكية التكرار التي تقضي على معظم الناس بالعبث واللاجدوى”
“الحضارة تكيّفنا بحيث يتولد لدينا كره للجسد الغريب " الآخر "وأن الجنس هو وسيلة هامة لإبطال مفعول هذا التكيف”
“يرتبط الجنس عند الانسان منذ سن مبكرة بفكرة انتهاك نقاء الإنسان , وبرغبته في أن لا"يُلمس" وباشمئزازه من القذارة ومن الجسد الغريب , وكلما إزداد طهر الإنسان ,إزداد معه احتمال ربط الجنس بالخطيئة”