“إن قيادتنا للحياة هي القيادة ، وليست مراكز المسؤولية التي تضعنا فيها التوزعات الدعوية ويمنحنا إياها أمير الدعوة ، صانع الحياة يدوس الألقاب برجله ويحطمها ، بصنع الحياة من موطن التخصص والفن والإبداع . هو مليء النفس ولا يحتاج لأحد لملئها”
“قسوة الأمير على أعوانه، و فهمه وجوب الطاعة بشكل يابس هو من خفي الأخلاق، و تسبب النفور الذي هو أبعد من الفتور، و قد كان رسول الله - صلى الله عليه و سلم - بالمؤمنين رحيما، و الرحمة و خفض الجناح تليق لكل أمير”
“إدارة الحياة ( صنْعة ) لها فنونها الخاصة !!”
“قلت: يا أخي ان الأمر لا يستدعي هذا التفاقم والتضاخم،. فان الإنسان بهمّته يقلع الجبال،. فاصرف همتك على الانشغال بنفسك، والقيام بما هو تكليف عليك، ولا تفكر فيما يجري حولك، ومن يُجريه، وخلص نفسك من هذه الهموم الزائدة..، ولا تهتم بأقوال الناس، وأد ما استطعت عليه من واجب، وتوكل على الله وحده.”
“إن تشخيص أخلاق الرجال واجب .. لأن السلوكيات تكرر في الأجيال .. .. وتتجدد الأنماط النفسية حتى لكأن نسبا واحدا يجمعها .. .. وقد يلجأ الأمير الى حماية الجماعة بسياسة الحزم .. .. فيرفض التمييع والتردد والمواقف القلقة .. .. وفقه الضرورات ومنهج الإحتياط رديف لفقه الموازنات المصلحية .. .. وإن شرعية الإختلاف لا تلغي أفضلية الإتفاق .. .. والآمال العريضة لابد لها من نفوس عالية .. والتأصيل أساس في درء الفتن .. .. والنص الشرعي حجة .. .. وأما التحليل فلكل مورده .. .. ولا يكون الإجتهاد حجة على أجتهاد آخر .. .. إنما إجتهاد الأمير مقدم .. .. وينبغي أن يغلب العقل العواطف .. .. وليست الجماعة حشد أسماء .. .. وإنما كتلة قلوب .. .. تقودها قيم .. ..”
“وحاجة الدعوةإلى رهط من المعماريين يشاركون في تعليم الدعاة والمؤمنين موازين الجمال هي من جنس حاجتها إلى علماء يعلمونهم موازين المزني وشوافع الشافعي وملاك مصالح مالك”
“يلحظ المراقب الناقد لصفات الأجيال الدعوية المتعاقبة نوعا من الهبوط في مستوى الالتزام بدقائق الأخلاق الإيمانية و الذوقية، إذ ليس اللاحق على مثل جودة السابق مع احتمال أن يكون أوعى منه سياسيا و علميا، و أطلق لسانا و أحكم تنظيما، و لربما وجدت اليوم شيئا من الغيبة و سوء الظن و سرعة الغضب و ورود اللفظ الخشن على لسان المتلكم و عدم إباء أذن جليسه السامع لهذا اللفظ، بل و قد تطرب له، وهي أمور لم يبرأ الجيل الأول منها و لكنها كانت نادرة تأتي كالفلتات أو يقل عدد المتورطين بها.”