“لقد راجع علي رضي الله عنه موقفه من بيعة الصديق لسببين : أولهما ما في قلبه من تقوي وبر يجعله يتذكر ويراجع الحق , وثانيهما ما لقيه من صدود من الجماعة المسلمة , وهكذا فأن سلطان الجماعة لم يكن أقل شأنا من سلطان التقوي في الخلافة الراشدة , وهو ما ضيعته المجتعات الاسلامية بعد ذلك فضاعت .”

محمد بن المختار الشنقيطي

Explore This Quote Further

Quote by محمد بن المختار الشنقيطي: “لقد راجع علي رضي الله عنه موقفه من بيعة الصديق ل… - Image 1

Similar quotes

“إن أزمة الحضارة الإسلامية أزمة دستوريّة في جوهرها، وهي أزمة بدات بوادرها ليلة السقيفة، وتحوّلت فتنة عمياء في (الجمل)، ثم شبّت حرباً هوجاء في (صفّين). وقد انتصرت في (صفّين) القوّة على الحق، والبغي على العدل، والمُلك على الخلافة. ولا يزال المسلمون عاجزين عن الخروج من هذا المأزق الدستوري حتى اليوم، رغم ما تضمنّه القرآن والسنّة من مباديء هادية في بناء السلطة وأدائها، ورغم ما توفره التجربة الإنسانيّة المعاصرة من عبرة مفيدة في هذا المضمار.”


“لقد انتصر المجتمع الاسلامي الاول علي الردة الاعتقادية التي ثارت في اطرافه , لكنه انهزم امام الردة السياسية التي نبعت من قلبه . والردة - كما يقول ابن تيمية - قد تكون عن الدين كله , او بعض الدين . وتلك الردة السياسية المتمثلة في تحويل الخلافة الي ملك هي التي رسمت صيرورة الحضارة الاسلامية ومآلها , ولا تزال تتحكم في المسلمين حتي اليوم .”


“لقد استاء النبي - صلى الله عليه وسلم - من الملك - كما رأينا من قبل - فلم لا نستاء نحن منه، ونستاء ممن أدخله على الإسلام وأهله؟ وأمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتمسك بسنته وسنة الخلفاء الراشدين من بعده، والعض عليها بالنواجذ، فلماذا لا نعض عليها كما أمرنا؟ ولماذا نتنازل عنها بجرة قلم تكلفا وتأولا لأشخاص ليسوا بمعصومين، وإهدارا لقدسية المبادىء الإسلامية حفاظا على مكانة أولئك الأشخاص؟”


“إن الأمّة لن تخرج من أزمتها التاريخيّة إلا إذا أدركت كيف دخلت إليها. فليس من خروج من هذه الأزمة الدستوريّة التاريخيّة دون دراسة الخلافات السياسيّة التي تفجّرت بين الصحابة في القرن الأوّل الهجري، وتأمُّلها بعقل متجرّد يمنح قُدسيّة المباديء رُجحاناً على مكانة الأشخاص، ويواجه العقد النظريّة السائدة في هذا الموضوع بفقه وثّاب غير هيّاب، مع التزام بصحّة النقل، والتثبُّت في الرواية.”


“وقد أتى الأسلام بمفهوم جديد للتضامن الاجتماعي يتأسس على رابطة العقيدة والفكرة، بدلا من رابطة الدم والنسب. وجعل معيار الكفاءة السياسية هو الأمانة والقوة، بدل الوراثة والمكانة الاجتماعية. ووجه تلك الروح العسكرية للجهاد في سبيل الله، بدل التناحر الداخلي. وألهم الناس ضوابط أخلاقية تكفكف من غلواء الذات الفردية والعشائرية، وتقضي بالمساواة بين البشر. وهكذا حول الإسلام القبلية إلى أمة، والصعلكة إلى جهاد، والطبقية إلى مساواة، والوراثة إلى كفاءة.”


“ولئن كانت الأولوية عند بعض علماء السنة في الماضي هي كشف فضائح الباطنية والرد علي الشيعة والقدرية , لأن المبتدعة كانت لهم صولة وجولة يومذاك , تكاد تطبق علي مشرق العالم الاسلامي ومغربه ... فإن الاولوية اليوم هي كشف فضائح المستبدين , وتجريدهم من اي شرعية اخلاقية او تاريخية . اضافة الي ان البدع السياسية لا تقل خطورة عن بدع الاعتقاد , كما تشهد به عبرة اربعة عشر قرنا من تاريخ الاسلام .”