“في غد يخرج دين الله عن هدفه السامي ، عن طريقه الفعال ، يصبح ميدانا للصراع ، لاستجلاب القوة ، لاستدرار المال باسم الله ، يتقاتل المسلمون، يعم الخراب وسط برك من الدم ومستنقعات من الجيف وحينئذ تموت مصر ميتتها الخامسة في خريف أجرد بلا ملامح ، يحيل الوطن إلي عجوز كليل البصر محني القامة يتوكأ علي عصا يبحث في ضوء مصباح شاحب عن حقيقة ضائعة وهدف مفقود”
“أتراه يبحث عن شئ ضائع منه؟! أم تراه يبحث عن نفسه التي كانت معروفه إليه قبل أيام قليلة ثم اختفت وحلت محلها في جسده نفس أخري ؟!”
“إن الحال التي نمر بها اليوم، لهي أسوأ بكثير جدا، بل بما لا يقاس، من تلك الحالة التي كنا عليها زمن طه حسين ومحاكمته، أيامها كان صوت العقل هو الأعلى والأكثر سيادة، وصوت التخلف والجمود يثير الضجيج؛ قلة قليلة من ذوي النفوذ في المجتمع شعروا بأن النهضة الثقافية الناضجة العارمة لن تكون أبدا في صالحهم، لأنهم لا ثراء ولا سيادة لهم إلا في محيط من الجهل والفقر يمتطونه إلى الأبد. وعن طريق ممثليهم في البرلمان وفي الجامعة وفي القصر وفي كل مكان دأبوا على إثارة القلاقل وافتعال الخصومات والفتن لتعطيل نيران الثقافة عن مواصلة اشتعالها. صنوف من العسف والطغيات لقيها العلماء والمفكرون والأدباء والشعراء والفنانون، من زبانية الجحيم الذين يتذرعون بالدين ويقحمون اسم الله في كل صغيرة وكبيرة كأنهم المفوضون من الله سبحانه وتعالى حراسا على الدين بتوكيل رسمي.”
“فبما أن العرى ليس قرين الفسق بالضرورة ، كما أن الستر ليس دليل الفضيلة بأي حال من الأحوال ، فان الفضيلة تكمن في منطقة أخرى داخل النفس البشرية ، في تربية الشخصية ، في تربية الانسان علي الحرية و الانطلاق و تسمية الأشياء بأسمائها ، في تنمية الوعي و الادراك حيث يصبح الانسان مدركا لمعني الفضيلة حاميا لها بنفسه و ليس خوفا من قوى خارجية تهدده بالويل و الثبور و عظائم الأمور ان هو حاد عنها .”
“من يوم ما وعيت علي الدنيا وانا أسمع الناس تتحدث عن الحق الضائع , ولم أري هذا الحق يبين ابدا..من ادرانا؟ ربما لا يكون هناك ما يدعونه بالحق هذا....”
“السأم في النهاية غباء! ... الانسان يسأم حين يعجز عن الفهم! حين يتوقف إدراكه عند حدود معينة يتجاوزها الواقع بالطول بالعرض وبالعمق!”
“أنت تؤمن بالمثل القائل عن بلدنا إنها بلد بتاعة شهادات وأنا أحب أن أرى من ألف هذا المثل الكاذب لأضربه جزمتين على بوزه !! نحن بلد لا قيمة للشهادات فيها حتى شهادة أن لا إله إلا الله يقولونها برو عتب !!”