“ترى لو شهدنا حوادث الحياة كلها دفعه واحدة , هل تصعب او تهون ؟ و هل يقع أثرها فى النفس فاجعا مرهقا او مضحكا سخيفا مغريا بالهزء و الابتسام ؟تشغلنا الحادثة اياما و شهورا فلا نفكر الا فيها و لا نحسب ان فى الدنيا امرا جديرا بالتفكير و الاهتمام غيرها , و لا نظن اننا نطيق العيش و نصبر على البقاء لو تحقق ما نحذره منها و لا نرضى من أحد أن يستخف بها و يستكثر ما نعيره اياها من الهم و القلق و الأهبة ثم تمضى الحادثة و تتبعها العاقبة بعد العاقبة فتصبح عندنا - نحن لا غيرنا - تسلية نرويها و نضحك منها و نتفرج بها كمان نتفرج برؤية المشاهد الفنية التى تقع لشخوص المسارح الخيالية !ترى لو رأينا الحادثة و عاقبتها أو الحوادث و عواقبها دفعة واحدة هل تكون كلها فاجعة كما نراها فى حياتنا ؟ أو تكون كلها خفيفة مسلية كمان نراها بعد فواتها ؟ و هل يكون اجتماع الحوادث بمثابة الفاجعة تضيفها الى الفاجعة فلا تقوى النفس على احتمالها ؟ أو تكون بمثابة الشىء يلغيه ما بعده فيطفىء بردها حرها و يذهب قيظها بشتائها !”
“مواجهة الحقيقة من أصعب المصاعب فى هذه الدنيا,"أولاً"لأننا فى الغالب لا نعرف ما هى الحقيقة.و "ثانياً"لأننا فى الغالب لا نحب أن نعرفها إلا مضطرين,حين نيأس من قدرتنا على جهلها,و نشك ثم نشك ثم نرى اّخر الأمر أن الشك أصعب و أقسى من مواجهة الحقيقة و الصبر عليها.و "ثالثاً" لأننا إذا عرفناها ففى الغالب أنها تكلفنا تغيير عادة من العادات,و ليس أصعب على النفس من تغيير ما اعتادت..فالموت نفسه لا صعوبة فيه لولا أنه يغير ما تعودناه,و فراق الموتى لا يحزننا لولا أنه تغيير عادة أو عادات كثيرة.”
“ فإذا تعلقت القريحة بالجمال ، فلا جرم تزن الأمور بغير ميزان الحساب و الصفقات .. فتعرض على النعمة و هي بين يديها و تقبل على الهم و هي ناظرة إليه، و تلزمها سجية العشق الآخذ بالأعنة ، فتنقاد له و لا تنقاد لنصيحة ناصح أو عذل عاذل .. لأن المشغوف بالجمال ينشده و لا يبالي ما يلقاه في سبيله”
“كيف تحافظ الزوجة على زوجها و تجعل حبه يدوم ؟ ..لا توجد إلا وسيلة واحدة .. أن تتغير .. و تتحول كل يوم إلى امرأة جديدة .. و لا تعطى نفسها لزوجها للنهاية ، تهرب من يده فى اللحظة التى يظن أنه استحوذ عليها ، و تنام كالكتكوت فى حضنه فى اللحظة التى يظن أنه فقدها .. و تُفاجئه بألوان من العاطفة و الاقبال و الادبار لا يتوقعها .. و تحيط نفسها بجو متغير .. و تُبدل ديكور البيت و تفصيله .. و ألوان الطعام و تقديمها .على الزوجة أن تكون غانية لتحتفظ بقلب زوجها شابا مشتعلا ..و على الزوج أن يكون فناناً ليحتفظ بحب زوجته ملتهباً متجدداً ..عليه أن يكون جديداً فى لبسه و فى كلامه و فى غزله .. و أن يغير النكتة التى يقولها آخر الليل .. و الطريقة التى يقضى بها إجازة الأسبوع .. و يحتفظ بمفاجأة غير متوقعة ليفاجئ بها زوجته كل لحظة ..”
“فإذا أخطأ من يقحم القرآن فى تأييد النظرية العلمية قبل حدوثها, فمثله فى الخطأ من يقحم القرآن فى تحريمها و هى بين الظن و الرجحان, و بين الأخذ و الرد , فى انتظار البرهان الحاسم من بينات العقل أو مشاهدات العيان .و قد أخطأ هذا الخطأ جهلاء الدين و العلم الذين حرموا القول بدوران الأرض , و هو أثبت من وجودهم على ظهرها , و أخطأ مثلهم من حرموا القول بجراثيم الوباء و هى- فيما تبين بعد-إحدى حقائق العيان”
“غــِـناك َ فى نفسـِـكَ ، و قيمَتـِك فى عمــَلـِـك ، و بواعثـُك أحرى بالعناية من غاياتك ، و لا تنتظر من الناس كثيرا ً”
“قال الصّديق لعكرمة: مهما قلت اني فاعل فافعله و لا تجعل قولك لغوا في عقوبة و لا عفو، و لاترج اذا امنت و لاتخافنّ اذا خوّفت و لكن انظر ماذا تقول و ما تقول، و لا تعدن معصية باكثر من عقوبتها فان فعلت اثمت و ان تركت كذبت.”