“_ ماذا يعني انهيار عصبي ؟ أجاب المُمرّض بجفاء:_ يعني أنك لست على مايرام !رفع يده ودقّ بأصبعه على جانب رأسه وسأل:_ هنا ؟ _ نعم، هنا ! *”
“لا تمُت قبل أن تكون ندّاً .*”
“لقد كنت ماشياً في الشارع وفجأة سقطت الفكرة في رأسي كلوح زجاج كبير ما لبث أن تكسّر وأحسست بشظاياه تتناثر في جسدي من الداخل .*”
“هذا الشعور الصغير يجب أن ينهض عملاقاً في أعماقك.. يجب أن يتضاخم، يجب أن تبحث عنه كي تجد نفسك.. هنا بين أنقاض الهزيمة البشعةلن آتي إليك.. بل عد أنت لنا.. عد.. لنتعلم من ساق ناديا المبتورة من أعلى الفخذ، ما هي الحياة.. وما قيمة الوجودعد يا صديقي فكلنا ننتظرك”
“ولكن، يا سيدي، هناك مشكلة بسيطوة تؤرقني وأشعر أن لا بد لي من قولها.. إن كثيرا من الناس، إذا ما شعر أنه يشغل حيزا من المكان، يبدأ بالتساؤل: "ثم ماذا؟" وأبشع ما في الأمر أنه لو اكتشف بأنه ليس له حق "ثم" أبدا.. يصاب بشيء يشبه الجنون، فيقول لنفسه بصوت منخفض: "أية حياة هذه! الموت أفضل منها" والصراخ، يا سيدي عدوى، فإذا الجميع يصرخ دفعة واحدة: "أية حياة هذه!.. الموت أفضل منها" ولأن الناس عادة لا يحبون الموت كثيرا فلا بد أن يفكروا بأمر آخر..”
“ هذه المرة ، استطعت أن أرى بوضوح كل ماحدث ، ورأيت بعيني كيف رفسها الجندي بقدمه، وكيف سقطت العجوز على ظهرها ووجهها ينزف دما ، ثم رأيته بوضوح كبير يضع فوهة بندقيته فيصدرها ويطلق رصاصة واحدة .. ”
“ اسمح لي يا سيدي أن أرتجف أمامك ريثما يبرد الحساء، أنت لن تمنعنيمن الارتجاف، أليس كذلك؟ إنه حق ما زال متوفراً لي حتى الآن.. شيءمؤسف ولكنه حقيقة واقعة.. إن رجالك لا يستطيعون أن يمنعوني من ذلك،أعتقد أنهم يرغبون في ذلك.. أليس الارتجاف حركة؟ ولكن كيف يتعينعليهم أن يفعلوا؟ أيعطوني معطفًا؟ كيف، يعطون الخنزير معطفًا؟”
“لقد حاولتم تذويبي يا سيدي؟ حاولتم ذلك بجهد متواصل لا يكل ولا يمل يا سيدي.هل أكون مغروراً فأقول بأنكم لم تفلحوا؟ بلى! أفلحتم إلى حد بعيد وخارق، ألستترى أنكم استطعتم نقلي، بقدرة قادرة، من إنسان إلى حالة؟ أنا إذن حالة.. لستأعلى من ذلك قط، وقد أكون أدنى..”