“ترى نظيرة زين الدين أن المرأة المسلمة أخذت حقوقها السياسية منذ عهد رسول الله فتقول إن الله أمر بمبايعة النبي ليعلمنا أصول الحكم الشعبي والديموقراطي ووجوب اشتراك الرجال والنساء لا سيما في الانتخاب وكيف يسلم الدين أو العقل أن تحرم النساء حق الإنتخاب وأكثر الخير فيهن ؟”
“إن المرأة في علم التشريح ليست أقل درجة من الرجل ولا أرقى منه ، ويقول بأنه لا يريد من القول بهذا التساوى أن كل قوة في المرأة تساوي كل قوة في الرجل وكل ملكة فيها تساوي كل ملكة فيه ولكننا نريد أن نقول أن مجموع قواها وملكاتها يكافئ مجموع قواه وملكاته ، وان كان يوجد خلاف كبير بينهما إلا أن مجرد الخلاف لا يوجب نقص أحد المتخالفين عن الآخر”
“نجد الشيخ الغلاييني يرى إن جهل المرأة راجع إلى استبداد الرجل وأن المرأة المسلمة اليوم متأخرة عن سواها في العلوم والحضارة ولكن ذلك من جهل الرجل واستبداده وعدم اطلاعه على ما سنته لها الشريعة المطهرة من الحقوق فالذنب في ذلك راجع اليه لا إلى دينه لأن الدين الحق يأمره بالرفق بها وتعليمها وتهذيبها والإحسان اليها”
“وينتقد أحمد فارس الشدياق الذين يرون في تعليم المرأة مفسدة فيقول " إن العرب يزعمون أن علم القراءة مفسدة للنساء ، وأن المرأة أول ما تستطيع ضم حرف إلى آهر تجعل منهما كتاباً إلى عاشقها مع أنها لو خليت وطبعها لكان لها من حياتها وحشمتها عاضل أشد من الأب والزوج ، بخلاف إذا ما حظرت وحجرت فإنها لا تنفك تحاول التملص مما حصرت فيه فمثلها كمثل الماء كلما زاد انبعاثاً وجرياناً زاد صفاءً وانسياغاً ، وقلت في نفسي والله لقد أحسنوا لها لو تعلمت القراءة والكتابة وكذلك فإن جهل البنات غير مانع لهن من معرفة الرجال واستطلاع أحوالهم بل ربما أفضى بهن هذا الجهل إلى التهافت عليهم والانقياد إليهم من دون نظر في العواقب بخلاف ما إذا كن تأدبن بالمحامد والعلم اللائق بهن ، فإنهن ما يعرفن عن الرجال عن تبصر وتدبر”
“فسوء التربية هو الذي أوصل المرأة إلى هذا لأننا نربي المرأة على الشعور بانكسارها وذلها الآتيين من أنوثتها فتشعر بضرورة التجائها للرجل لتعيش تحت جناحه يطعمها ويكسوها من كيسه حتى لا تموت برداً ولا جوعاً وهو في مقابل ذلك يشترط عليها أن تحتجب عن الحياة حرصاً على أنانيته فيها فكيف يمكن بعد هذه التربية السافلة أن نطلب منها أن تكون زينة بيوتنا وأم رجال الغد وعوناً لنا على الحياة ؟ ومن ثم فلا رجا في تربية تسجل لنا النصر ي الحياة ما لم يزل في أعماقنا احتقارها واعتبارها خلقاً ناقصاً لا يقدر من نفسه أن يؤدي واجبه”
“لم يدع أصحاب تحرير المرأة لا إلى الإبتذال ولا إلى الحرية الجنسية ، ولكن التيار المحافظ وقع تحت ضغط الخوف على مركز الرجل من تحرير المرأة ، فهو يريد أن تظل المرأة خاضعة لسيطرة الرجل بدعوى القوامة التي قد تصل إلى حد الاستبداد الشديد بالمرأة ووصم دعاة المحافظة التيار الليبرالي الذي يدعو إلى تحرير المرأة أنه يدعو إلى الإباحية والابتذال من خلال دعوته إلى تحرير المرأة وذلك حتى يحاصر حركة تحرير المرأة”
“ويتهم أحد المحافظين دعاة الحرية بأنهم " محتالون يخادعون المرأة لتقع في شراكهم لحاجة في نفوسهم " وذلك على الرغم من أن دعاة الحرية لا يروجون للإباحية ، بل هم أيضاً من دعاة الفضيلة مثل الاتجاه المحافظ " حامي الفضيلة " ولكن الاتجاه المحافظ دائماً ما يضع نفسه في وضع حامي الفضيلة في المجتمع ويدعي أن دعاة الحرية هم دعاة الاباحية والرذيلة ومازال هذا الوضع قائماً إلى الآن .”
“ وقد ردت نظيرة زين الدين على دعوى البعض بأن العلم يُفسد أخلاق المرأة فتقول " إنهم لا يخافون أن يفسد العلم أخلاق المرأة إنما يخافون أن ينيرها نور الحق ، انهم يخافون إذا تعلمت أن يفقدوا سلطة " جحا على خالته " هكذا تعود الرجل في الشرق على أن يجعل المرأة في رقه ويجعل نفسه في رق الحاكم ، تعود أن يكون ظالماً في بيته مظلوما ً خارج بيته "وترى كذلك أن " العلم أدعى من الجهل إلى الصيانة والكرامة والعفاف ، بل هو الحفاظ للمرأة مقامها السامي الشريف ”
“لطفي السيد الذي يقول " هل يتفق إبقاء المرأة على تجردها من الاستقلال الذاتي ومطالبتنا إياها بأن تربي لنا رجالاً أحراراً وناشئة مستقلة ، إن العبد لا يربي حراً وإنما يربي عبداً مثله وعلى صورته ، وإن الأم لا تعطي ولدها من الأخلاق إلا ما لديها . ”
“ويقول مصطفى الغيلاني " إن اجتماع حرية المرأة واستقلالها مع احترامها وتعظيمها أمر غير ممكن ، لأنها باستقلالها تعتدي على مركز الرجل وحريته وهو في هذا يأنف من ذلك فيضطر لاحتقارها أو عدم احترامها لأنه أقوى منها جسماً وأوسع عقلاً وعليه فالمرأة في طور الخضوع للرجل أنعم مالاً وأرفه عيشاً وأسمى مقاماً ، فإذا أراد الجنس اللطيف أن يكون محتقراً فليطالب بالاستقلال والحرية ”
“محمد فريد وجدي مثلاً يرى أن " حرية المرأة في الغرب عبء على المرأة في تحمل اعباء فوق طاقتها ويرى أن هذا أكبر زاجر وأعظم رادع للمرأة المسلمة عند سماع لفظ الحرية لئلا تقع في أدنى مما هي فيه ولتضع نصب أعينها فقط تهذيب نفسها ، لتنمية مكانها على حسب قانونها الطبيعي المرسوم لها من لدن العناية الإلهية ”
“يرى قاسم أمين أنه " قد مضت الأجيال عندنا والمرأة خاضعة لحكم القوة ، مغلوبة لسلطان الاستبداد من الرجل ، ولم يشأ أن يتخذها إلا انساناً صالحاً لخدمته ، مسيراً بإرادته ، وأغلق في وجهها أبواب المعيشة والكسب بحيث آل أمرها إلى العجز عن تناول وسيلة من وسائل العيش بنفسها ، ولم يبق أمامها من طرق إلا أن تعيش ببعضها إما زوجة أو مفحشة " " فالمرأة منذ ولادتها إلى مماتها هي رقيقة لأنها لا تعيش بنفسها ولنفسها ، وإنما تعيش بالرجل وللرجل ، وهي في حاجة إليه في كل شأن من شئونها لا تخرج إلا مخفورة به ولا تسافر إلا تحت حمايته ، لا تفكر إلا بعقله ، لا تنظر إلا بعينه ، ولا تسمع إلا بأذنه ، ولا تريد إلا بإرادته ، فهي لا تعد إنساناً مستقلاً بل هي شيء مُلحَق بالرجال " .”
“انعكست آثار الاستبداد السياسي على وضعية المرأة ، وذلك لأن الحكومة التي تؤسس على السلطة الاستبدادية لا ينتظر منها أن تعمل على اكتساب المرأة حقوقها وحريتها ، و "ذلك لأننا لما كنا محكومين بالاستبداد ظننا أن السلطة العائلية لا تؤسس إلا على الاستبداد فسجنا نساءنا وسلبناهن حريتهن ، وكنا جهالاً فتخيلنا أن المرأة لا وظيفة لها ولا عمل إلا أن تكون موضعاً لشهوة الرجل ، وواسطة من وسائط مسراته”
“قال الشيخ عبد العزيز البشري في حفل تأبين قاسم أمين " إن قاسم أمين لم يكن ملحداً في مطالبته بتحرير المرأة ، بل بنى دعوته على قواعد الدين كما أنه لم يرد تحرير المرأة من الرجل ،بل أراد تحرير الرجل من المرأة الجاهلة .”
“وترى نظيرة زين الدين " إن الغربي وثق بنفسه وحكمته فمنح المرأة حقوقها وحريتها ، وجري يسابقها في ميدان الرقي لا يخشى منها أن تسبقه وتتفوق عليه .. فكان ما في بلاده من الخير نتيجة حكمته ، أما الشرقي الجامد فلم يثق في نفسه وحكمته فمنع المرأة حريتها وحقوقها لئلا تسابقه فتتفوق عليه ، ولم يأمن من نفسه أن يعجز عن حملها قوة الفضيلة على احترامه فبدلاً من أن يُطلِقها فيبذل قواه وتبذل قواها في سباق وجهاد لنيل المراد ، قيدها باذلاً قواه في خلق قيود لها من الظلم والاستبداد فجر ذلك البلاء على أمته ”
“ارجع بدايات تدني وضعية المرأة في العالم الإسلامي إلى بدايات حكم الدولة العباسية وذلك لأنه لما اضمحل شأن الخلفاء ، وفرق التتر شمل الدولة العربية قام العلماء يتجادلون ، هل الأليق بالنساء أن يظهرن أيديهن وأقدامهن ! فساد الجهل وانتشر الفساد”
“يرى سلامة موسى أننا نعامل المرأة في أيامنا هذه بحكم التعاليم السحرية القديمة وكل ما بيننا وبين أسلافنا الذين ماتوا قبل عشرة آلاف سنة أنهم كانوا يقولون أنها نجسة ، أما نحن فإننا نقول أنها رقيقة ، لطيفة ، يجب أن نربأ بها عن مفاسد المجتمع والنتيجة واحدة في الحالتين وهي استبعادها عن النشاط الاجتماعي والثقافي والإنساني”